امرأة بدينة وتستعين برجل أجنبي لصعود ونزول الحافلة
إذا أحد أمسك بيدي عند نزولي من ( الأتوبيس ) أو ( الميكروباص ) علماً بأنني لا أستطيع النزول أو الصعود بمفردي ؛ لأن قدمي يؤلمني وجسمي بدين فهل هذا حرام ؟ .
الجواب
الحمد لله.
الأصل في المرأة المسلمة ألاّ تخرج من بيتها ، إلا إذا دعت حاجة لذلك ، فإن لم تدعُ
حاجة للخروج فهي مأمورة بالقرار في البيت بقول الله تعالى : ( وَقَرْنَ فِي
بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى )
الأحزاب/33 .
قال ابن كثير - رحمه الله - :
هذه آداب أمر الله تعالى بها نساء نبيه صلى الله عليه وسلم ونساء الأمة تبع لهن في
ذلك .
" تفسير القرآن العظيم " ( 3 / 482 ) .
فإن دعت الحاجة للخروج من البيت فلتخرج بالشروط الشرعية ، كالحجاب الشرعي وعدم
التطيب والتزين ، وإن خرجت لمسافة سفر فلا بد لها من المحرم .
وإن كانت المرأة كبيرة في السن أو بدينة أو مريضة تحتاج إلى رجل يعينها على صعود
الحافلة أو النزول منها ، فعندئذ لا يجوز لها الخروج إلا بمحرم أو امرأة تعينها على
ذلك ، ولا يجوز للمرأة أن تمكن رجلاً من يدها فيلمسها أو يمسك بها لأنها أجنبية عنه
.
وانظري تفصيل حكم مس الأجنبية جواب السؤال رقم : (
21183 ) .
فإن اضطرت المرأة للخروج ، وليس لها من محارمها من يعينها على صعود ونزول الحافلة ،
فلتستعن بامرأة ممن في الحافلة على ذلك .
فإن تعذر ذلك كله ، جاز لها الاستعانة برجل ؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات ،
والضرورة تقدر بقدرها ، والقاعدة الشرعية المشهورة عند أهل العلم : " المشقة تجلب
التيسير " .
ويجدر التنبيه إلى أن هذا الظرف الذي تتعرضين له لا يجعل الحرام حلالاً ، وإنما هو
حرام باقٍ على حكمه إلى يوم القيامة ، هذا من حيث العموم ، وإنما يرخص فيه للمحتاج
، وقت حاجته فقط .
فإن زالت الضرورة ، أو أمكن معالجتها بطريقة شرعية ، كالاستعانة بالمحرم أو المرأة
رجع الحكم إلى التحريم والإثم ، فليحذر من التمادي فيه .
والله أعلم