الحمد لله.
لا يجوز للرجل أن يخلو بالمرأة الأجنبية ؛ لما روى البخاري (3006) ومسلم (1341) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ وَلا تُسَافِرَنَّ امْرَأَةٌ إِلا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ . فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، اكْتُتِبْتُ فِي غَزْوَةِ كَذَا وَكَذَا وَخَرَجَتْ امْرَأَتِي حَاجَّةً ، قَالَ : اذْهَبْ فَحُجَّ مَعَ امْرَأَتِكَ ).
وقوله صلى الله عليه وسلم ( رجل ) نكرة في سياق النفي ، فتعم كل رجل ، ولو كان شيخا كبيرا .
وجاء في "الموسوعة الفقهية" (29/295) : " يرى جمهور الفقهاء أنه لا يجوز أن يخلو رجل بامرأة أجنبية , لأن الشيطان يكون ثالثهما , يوسوس لهما في الخلوة بفعل ما لا يحل , قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ) ولفظ الرجل في الحديث يتناول الشيخ والشاب , كما أن لفظ المرأة يتناول الشابة والمتجالة (العجوز) " انتهى .
ويمكن لجدك إذا كان يحتاج إلى أحد يخدمه لكبر سنه أن يختار ما يناسبه من الخيارات الآتية حتى لا يقع في الخلوة المحرمة :
1- أن يتزوج هذه المرأة التي تخدمه أو غيرها ، حتى لا يكون بقاؤها معه في البيت فيه مخالفة شرعية ، وقد ذكر العلماء رحمهم الله تعالى أن من مقاصد النكاح : الخدمة ، كحالة جدك هذه . وانظر : "الشرح الممتع" (10/383) .
2- أن يقوم بخدمته أحد أولاده أو أحفاده ، ويستغني عن خدمة هذه المرأة .
3- أن يحضر أحدهم في الفترة التي تكون الخادمة موجودة فيها حتى لا يكون هناك خلوة .
4- أن تعمل الخادمة في وقت يكون هو خارج البيت لشراء بعض حوائجه ، أو أداء الصلاة في المسجد ، والجلوس فيه ، أو زيارة صديق أو قريب ونحو ذلك .
ونسأل الله تعالى أن يوفقه لكل خير ، ويعصمه من الزلل .
والله أعلم .