الحمد لله.
أولا :
لا حرج في تلقي أهل الميت العزاء في المقبرة ، قبل الدفن أو بعده ، سواء وقفوا صفا واحدا أو متفرقين ، لأن وقوفهم في صف واحد هو لتسهيل الوصول إليهم وتعزيتهم .
وأما جلوسهم في البيت لتلقي العزاء ، فليس من السنة ، بل يُعزى المصاب حيث وجد ، في المقبرة ، أو في الشارع ، أو في المسجد .
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : " ما حكم اصطفاف أهل الميت عند باب المقبرة لتلقي تعازي الناس بعد دفن الميت مباشرة ؟
فأجاب : الأصل أن هذا لا بأس به ؛ لأنهم يجتمعون جميعا من أجل سهولة الحصول على كل واحد منهم ليعزى ، ولا أعلم في هذا بأسا " انتهى .
وسئل رحمه الله : " بعد الفراغ من دفن الميت وتعزية أهله يقوم الناس بالذهاب إلى بيت الميت وعادة ما يكون ذلك بعد صلاة المغرب ، ثم يشربون القهوة ويعزون أهل الميت مرة أخرى ، ثم ينصرفون ، فما الحكم في هذا ؟
فأجاب : الحكم أن هذا من البدع ، فما كان الصحابة رضي الله عنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا فيما بعده ينتظرون الناس في بيوتهم ليعزوهم ، والحقيقة أن هذا يشعر أن المصاب جزع من المصيبة ، كأنه يقول : يا أيها الناس إني جالس في بيتي محزونا فتقدموا لي بالعزاء .
والسنة أن الإنسان يغلق بيته ، ثم من وجده في السوق ، أو وجده في المسجد يعزيه إذا رآه مصابا حزينا ، فيسليه بالتعزية ، ويقول : اصبر واحتسب ، الأمر أمر الله عز وجل ، لله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شيء عنده بأجل مسمى " انتهى.
وقال رحمه الله : " ولهذا لو أن طلبة العلم بينوا للناس هذا الأمر وبدأوا بأنفسهم هم ، كما بدأنا بأنفسنا ، والدنا توفي ولم نجلس ، ووالدتنا توفيت ولن نجلس للعزاء ، لو أن أهل العلم فعلوا ذلك لكان فيه خير كثير ، ولترك الناس هذه العادات " انتهى من "فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (17/352 ، 374، 389).
والله أعلم .