الحمد لله.
مآسي المسلمين في بلاد الكفر كثيرة , لا تعد ولا تحصى , تدمي القلب , وتفطر الكبد , وتحزن النفس , ذلك أن هذه المجتمعات ؛ وتلك البيئات ليست للمسلمين , فمقوماتها لا تتناسب ودينهم , وما جاء به من مبادئ سامية , وأخلاق رفيعة , وأدب جم .
أخي السائل:
ليس لكم إلا الصبر على خالكم , فإنه يظهر من نصيحتكم له وجوابه لكم أن بذرة الإيمان لا زالت حية , تنبض في قلبه , فتحتاج منكم الرعاية , والسقاية , والاهتمام دون كلل , ولا ملل , واضعين نصب أعينكم قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : ( فَوَاللَّهِ لأَنْ يُهْدَى بِكَ رَجُلٌ وَاحِدٌ خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ ) أخرجه البخاري (2942) .
فبقاؤه معكم في البيت – مع بذل النصيحة له والعناية به – خير له من التسكع في الشوارع , وعيشة المشرد , والتي قد تؤدي به إلى سوء الخاتمة , بسبب بعده عنكم . وارتكاب أخف المفسدتين ودفع إحداهما بالأخرى , هو الأصل المطلوب .
مع ما في الإحسان إليه من بر الوالدة ورضاها بذلك ، فاجتهدوا في دعوته إلى الخير ، وحاولوا إشغاله عما هو فيه ، وخذوه معكم إلى المسجد شيئاً فشيئاً ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدي ضال المسلمين, وينير بصائرهم ,إنه ولي ذلك والقادر عليه .
والله أعلم .