الحمد لله.
الاستهزاء بأهل الكفر ـ في كفرهم ـ أو أهل البدع ـ في بدعهم - مباح لأنهم لا حرمة لهم في حال معاصيهم وفسقهم الذي استحلوا به حرمة الله وحرمة الدين .
على ألا يُخرج المزاح صاحبَه عن طور الرزانة والحق وألا يتخذها عادة وديدناً وألا يغلب هزله على جده ، وهذا الذي نحذر منه أصبح ديدن كثير من الناس .
وإذا كانت سخرية فلتكن من القول المخالف للسنَّة لا من المخالِف نفسه في هيئته ولباسه ومشيته وما شابه ذلك .
أما هل هي معصية ؟
الصحيح : أنها ليست كذلك بل هذا مما يجوز التندر به أو بمثله ، فكونها ليست كفراً مخرجاً من الملة من باب أولى ؛ لأنهم بتركهم الحق واتباعهم الباطل قد سخروا من حرمة الله تعالى .
وقد روى اللالكائي بأسانيده بعض الآثار عن بعض السلف في مثل هذا :
- عن الأعمش عن إبراهيم قال : ليس لصاحب البدعة غيبة .
- عن الحسن البصري قال : ثلاثة ليست لهم حرمة في الغيبة أحدهم صاحب بدعة الغالي ببدعته .
- عن هشام عن الحسن قال : ليس لصاحب بدعة ولا لفاسق يعلن بفسقه غيبة .
- عن الحسن قال : ليس لأهل البدع غيبة .
- عن كثير أبي سهل قال : يقال أهل الأهواء لا حرمة لهم .
" اعتقاد أهل السنة " ( 1 / 140 ) .
وهذا المثال الذي ذكره السائل وهو قوله عند القيام إلى الصلاة : ( تذكر أنه لا حاجة لك إلى الصلاة إنما هو قلبك ) هذا القول ليس كفراً لأن قائله لم يقصد الاستهزاء بالصلاة ، وإنما قصد الاستهزاء من هذا القول المخالف للشرع ، وبيان بطلانه .
والحاصل أن السخرية من أقول أهل البدع ليست حراماً ولا كفراً .
على أننا لا نحبِّذ أن يكون الإنكار على طوائف المبتدعة بالسخرية ، بل يناقشون بالتي هي أحسن ، وليكن همك أثناء النقاش هدايتهم إلى الطريق المستقيم وقد قال الله تعالى لموسى وهارون لما أرسلهما إلى فرعون : ( فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى ) طه / 44
والله أعلم .