الحمد لله.
والخطيب الجيد هو الذي يهتم بتعليم الناس أمور دينهم وشرح قواعد الشريعة وإيضاح الأمور الكلية وذكر التفاصيل في أمور العقيدة والفقه وغيرها التي يحتاج إليها الناس .
والخطيب الجيد هو الذي يغتنم الأحداث التي يقدرها الله تعالى فيذكرها ويربطها بما يبين حكمها وحقيقتها على ضوء الكتاب والسنة ويستعمل ذلك في تربية الناس بهذا النوع المهم من التربية وهو التربية بالحدث كما نجد ذلك في آيات سورة آل عمران التي تعلق على غزوة أحد فذكر الله فيها العبر العظيمة من أحداث تلك الغزوة .
والخطيب الجيد هو الذي يجمع بين كلام العلماء المتقدمين والمتأخرين وبيين ذكر الأخطار والحوادث التي تمر بها الأمة الإسلامية.
والخطيب الجيد هو الذي ينوع في خطبه فتارة يذكر أمور التوحيد وتارة يحذر من أنواع الشرك وتارة يدعو إلى السنة ويحذر من البدع وأخطارها وتارة يبين بعض المسائل الفقهية التي يحتاج الناس إلى بيانها ويكثر وقوعهم فيها وتارة يعلق على الأحداث التي تمر بها الأمة من خلال الكتاب والسنة وكلام أهل العلم وهكذا وهو مع ذلك كله لا يخلي خطبه من الموعظة وتذكير الناس بالله واليوم الآخر لأنه مقصد أساسي في الخطبة والشاهد أن التوازن والحكمة إذا حصلا من الخطيب فلا يحق لأحد أن يعترض عليه والله الموفق .