رفضت خطبته فهل يعيد المحاولة
بعد التوكل على الله والاستعانة به ثم الاستخارة : تقدمت لخطبة
إحدى الفتيات ، فتم الرفض لأن الفتاة تدرس ، مع العلم أني تعلقت بها ودائم التفكير
فيها . ولقد تعلقت بها أكثر بعد الاستخارة لما وجدته من انشراح الصدر والراحة.
ووالدتي تقول : سنحاول أن نتقدم لها مرة أخرى ، وأنا متردد لأني أشعر بأن التقدم
لخطبتها مرة أخرى فيه إهانة وإحراج لأهلي ؛ فهل أتقدم لها أم لا ؟ أرجو منكم بعد
الله أن تساعدونني بالحل .
الجواب
الحمد لله.
إذا كانت الفتاة مرضية الدين والخلق ، فلا حرج في إعادة المحاولة ، وإن أمكن ذلك عن
طريق بعض الوسطاء فهو أفضل ، منعا لإحراج الأهل ، وإن كنا في واقع الأمر لا ننصحك
بذلك في الوقت الحاضر ؛ فإن كانت دراستها تنتهي قريبا ، ويمكنك أنت أن تنتظر هذه
المدة ، فيمكن أن يبين الوسيط ذلك ، اللهم إلا أن يكون هناك مانع آخر من القبول ،
ولم يصرحوا به .
وعلى أية حال ، ينبغي أن تفوض الأمر إلى الله تعالى ، فإن العبد لا يدري ما هو
الخير له ، فدع عنك التفكير والتعلق ، وسل الله تعالى أن يهيئ لك الخير حيث كان ،
ووطن نفسك على قبول الاحتمالين ، فإن حصلت الموافقة ، فارج أن يكون ذلك خيرا وعونا
لك على الطاعة ، وإن حصل الرفض فلعل الله صرف عنك أو عنها ما لا يصلح ، وادخر لكل
منكما ما هو الخير له : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ
لا تَعْلَمُونَ)(البقرة: من الآية216)
والمؤمن لديه من الاهتمامات والأهداف والأعمال ما يصرفه عن التعلق بفتاة مهما كانت
، نسأل الله أن يشغلنا وإياك بطاعته .
والله أعلم .