إطعام الطيور في المقابر صدقة عن الأموات
بعد وفاة والدي كنت أزور المقابر ، وألاحظ الناس يخصون ميتهم ببعض الأكل للطيور يوم الجمعة ، فهل هذا صحيحٌ ويصل إلى الميت أجره ؟
الجواب
الحمد لله.
إذا أراد المسلم أن ينفع أحدا من أقاربه الموتى ، فله أن يتصدق عنهم ، وينوي بلوغ
أجر الصدقة إليهم .
دليل ذلك ما جاء عن عَائِشَةَ رضى الله عنها : أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبِىِّ صلى
الله عليه وسلم :
(إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا ، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ
، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا ؟
قَالَ : نَعَمْ) رواه البخاري (1388) ومسلم (1004) .
ومعلوم أن إطعام الطيور والبهائم من الصدقات التي يكتب فيها الأجر للمسلم ، كما روى
أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَا مِنْ مُسْلِمٍ
يَغْرِسُ غَرْسًا ، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا ، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ
إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ ، إِلاَّ كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ) رواه البخاري
(2320) ومسلم (1553) .
لكن الأولى والأفضل والأكثر أجرا ونفعا التصدق على الفقراء والمساكين من المسلمين
الذين ملؤوا أقطار الأرض اليوم ، أما الطيور والبهائم فستجد رزقها الذي يسره الله
لها .
وأما تخصيص الزيارة بيوم الجمعة ، فقد سبق التنبيه على بدعيته في جواب السؤال رقم :
(12322) ، وقد
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله ، عن حكم تخصيص يوم الجمعة لزيارة المقابر؟
فأجاب رحمه الله :
" لا أصل لذلك ، والمشروع أن تزار القبور في أي وقت تيسَّر للزائر من ليل أو نهار ،
أما التخصيص بيوم معين أو ليلة معينة فبدعة لا أصل له ؛ لقول النبي صلى الله عليه
وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) متفق على صحته ، ولقوله صلى الله
عليه وسلم : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) أخرجه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي
الله عنها " انتهى .
"مجموع فتاوى ابن باز" (13/336) .
وينبغي أن يعلم أن نفع الميت ليس مقصوراً على إطعام الطيور ، أو الصدقة بالمال ،
فهناك أشياء أخرى تنفع الميت ، وأفضلها وأنفعها الدعاء له .
وانظر جواب السؤال رقم (763)
.
والله أعلم .