أصابها الوساوس ، وتريد حلاً له
أريد حلا رجاء ؛ تعبت من الوسواس وأتمنى من الله عز وجل أن يرسل شفائي على أيديكم فأرجو أن تساعدوني ، لقد تعبت من مرضي ، و كرهت نفسي ، استمريت بالعلاج المذكور للحالات البسيطة المذكور لمدة خمسة أيام ، ولكني تغيرت قليلا ، ولكن أريد أن أتخلص من هذا الوسواس الذي هي وسوسة الملعون الشيطان الرجيم ، بحيث إني كلما دخلت دورة المياه أغسل كامل يدي وقدمي وأتطهر لعدة مرات ، مما يسبب لي كراهية الدخول للمغاسل لهذا السبب ، وأرى أني أتنجس من كل شيء حولي ، وأحس بالألم على نفسي ، لأن الكل بدأ يشك في ، ويعرف أفعالي ، كما أني أعاني الكثير في حياتي العائلية والخارجية أيضا ، بسبب هذا الوسواس ، وأنا والحمد لله أصلي صلاة الليل وفي بعض الأحيان تفوتني بعض الفروض للسبب نفسه .
الجواب
الحمد لله.
أيتها السائلة ، لقد وقفنا على كل كلمة من كلمات السؤال ، وقد وجدنا فيه كثيراً من
المعاناه ، ومع هذه المعاناة الكثيرة ، فالحل سهل وبسيط ، لكن يحتاج إلى عزيمة وصبر
، واعلمي أن ما أصابك يسمى بالوسواس القهري ، وعلاج ذلك يكون بأمور :
الأول : الاستمرار والمداومة على ذكر الله تعالى .
الثاني : اللجوء إليه سبحانه وسؤاله الشفاء والعافية من هذا البلاء .
الثالث : الإعراض التام عما يدعو إليه الوسواس ، فإذا قضيت حاجتك ، واستنجيت ،
فقومي ، ولا تلتفتي إلى كون يدك لمست مكانا طاهرا بعد لمس النجاسة ، ولا إلى تطاير
ماء الاستنجاء على قدمك أو جسمك ، لأن الأصل الطهارة ، والشك في تنجس جسمك أو
ملابسك ، لا يؤثر ، ومن قواعد الفقه الكبرى : اليقين لا يزول بالشك .
وحصول الإنقاء يكون بغسل الفرج ، ولا يلزم غسل ما حوله ، ولا تلتفتي إلى الماء
المتطاير كما سبق ، وكوني على يقين من أنك طاهرة والحمد لله ، وأن صلاتك بهذه
الطهارة صحيحة مقبولة بإذن الله ، فإن الله رحيم كريم ، يرحم عباده المذنبين ، فكيف
بالطائعين المحبين .
فاعملي بهذه النصيحة ، واستمري عليها ، ودعي عنك الوسواس فإنه من كيد الشيطان ،
وكيده ضعيف كما أخبر ربنا سبحانه ، وثقي بأنك إن أعرضت عن الوسوسة زالت عنك ، بحول
الله وقوته .
نسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك مما أنت فيه ، وأن يصرف عنك ما تجدين .
وللفائدة راجعي جواب السؤال رقم (
41027 ) ، (10160)
.
وننصحك ـ أيضا ـ أن تراجعي طبيبا مختصا ، من أهل الثقة والأمانة ، فربما احتاجت
حالتك إلى مراجعة طبية ، تساعد في شفائك ، إن شاء الله .
على أننا ، نصدقك القول ، أن مثل هذه المشكلات والأمراض ، تحتاج إلى عزيمة قوية ،
كما قلنا سابقا ، وتحتاج ـ أيضا ـ إلى صبر طويل ، لأن الشفاء التام فيها ، غالبا ما
يستغرق وقتا طويلا ، ويأتي بالتدريج .
فليكن صبرك جميلا ، ونفسك طويلا ، واحتسبي ما تلاقينه من تعب ومشقة :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا
اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) آل
عمران/200
والله أعلم .