الحمد لله.
نسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يشفيك ويعافيك مما أنت فيه ، واعلم أن هذا نوع من الأمراض النفسية يعرف بالوسواس القهري ، وهي أفكار تتسلط على الإنسان في أي جانب ، وتلازمه مع أنه معترف بخطئها ، وعدم صوابها ، وعلاج ذلك يكون بأمور :
أولا : أحسن الظن بالله تعالى ، وأكثر من الدعاء والتضرع إلى الله بأن يشفيك ويعافيك من هذا الوسواس .
ثانيا : عود نفسك على تحقير هذه الوساوس ، وعدم الالتفات لها ، وضع كمية مناسبة من الماء في إناء دون التوضؤ من الصنبور مباشرة ، وألزم نفسك بالوضوء من هذا الإناء فقط ، وقل لنفسك : ليس هناك ماء ، سوى الذي في هذا الإناء ، واكتف بما فيه ، ولا تعد غسل العضو أكثر من ثلاث مرات ، حتى لو قال لك الشيطان إن وضوءك غير صحيح ، فهذه مجرد وساوس من الشيطان لا حقيقة لها .
ثالثا : كذلك الأمر بالنسبة لمسألة مسح الملابس من مكان إنسان آخر ، فلا بد أن تحقر هذه الوساوس ، وأن تلزم نفسك بعدم المسح ، وتدربها على ذلك مهما كانت الوساوس .
رابعا : عليك أن تعلم أن القاعدة الفقهية أن اليقين لا يزول بالشك ، فإذا تيقنت شيئا ، فلا تلتفت بعد ذلك للشكوك ، وإذا فعلت فعلا فلا تلتفت إلى أي شك يأتي بعد هذا الفعل ، فإذا غسلت يدك ، فلا تلفت بعد غسله ولو بلحظات إلى شك يقول لك إنك لم تغسل يدك ، كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في منظومته :
والشك بعد الفعل لا يؤثر وهكذا إذا الشكوك تكثر
فالشك لا يلتفت إليه إذا كان بعد الفراغ من العبادة ، وكذلك إذا كان الإنسان كثير الشكوك فإنه لا يلتفت إليها .
خامسا : لا بأس من مراجعة طبيب نفسي ثقة ليصف لك بعض الأدوية العلاجية المفيدة .
سادسا : راجع الأسئلة ( 10160 ، 11449 )
ولمزيد الفائدة راجع كتابي " إغاثة اللهفان لابن القيم " و " تلبس إبليس لابن الجوزي " ففيهما الكلام على تلاعب الشيطان بالموسوسين ، وكيفية علاج ذلك .
نسأل الله أن يصلح أحوالك وأحوال المسلمين .
تعليق