ما حكم هذه الأدعية من الاستغفار ؟
كثر الحديث عن جوامع الاستغفار ، آمل التوضيح ، وهل هذا الاستغفار صحيح أم به نوع من الشبهات :
جوامع الاستغفار :
1. أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ، توبة عبد ظالم لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، ولا موتا ، ولا حياتا ، ولا نشورا . ...
2. اللهم إن مغفرتك أوسع من ذنبي ، ورحمتك أرجى لي من عملي , سبحانك لا إله غيرك , اغفر لي ذنبي ، وأصلح لي عملي ، إنك تغفر الذنوب لمن تشاء وأنت الغفور الرحيم , يا غفار اغفر لي , يا تواب تب علي , يا رحمن ارحمني , يا عفو اعف عني . ...
3. اللهم إني أستغفرك من كل ذنب أذنبته , تعمدته أو جهلته , وأستغفرك من كل الذنوب التي لا يعلمها غيرك , ولا يسعها إلا حلمك . ...
4. اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يعقب الحسرة ، ويورث الندم ، ويحبس الرزق ، ويرد الدعاء...
5. اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه , وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها عليّ فاستعنت بها على معاصيك , وأستغفرك من الذنوب التي لا يطلع عليها أحد سواك ، ولا ينجيني منها أحد غيرك , ولا يسعها إلا حلمك وكرمك ، ولا ينجيني منها إلا عفوك . ...
6. اللهم إني أستغفرك وأتوب إليك من كل ذنب أذنبته ، ومن كل معصية ارتكبتها ، فاغفر لي يا أرحم الراحمين . ...
7. اللهم إني أستغفرك من كل ذنب يصرف عني رحمتك ، أو يحل بي نقمتك ، أو يحرمني كرمك ، أو يزيل عني نعمتك . ....
8. اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يزيل النعم ، ويحل النقم ، ويهتك الحرم ، ويورث الندم ، ويطيل السقم ، ويعجل الألم . ...
9. اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يمحق الحسنات ، ويضاعف السيئات ، ويحل النقمات ، ويغضبك يا رب الأرض والسماوات . ...
10. اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يكون في اجترائه قطع الرجاء ، ورد الدعاء ، وتوارد البلاء ، وترادف الهموم ، وتضاعف الغموم . ...
11. اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يرد عنك دعائي ، ويقطع منك رجائي ، ويطيل في سخطك عنائي . ...
12. اللهم إني أستغفرك من كل ذنب يدعو إلى الكفر ، ويورث الفقر ، ويجلب العسر ، ويصد عن الخير ، ويهتك الستر ، ويمنع الستر . ...
13. اللهم إني أستغفرك لكل ذنب يقطع الآمال ، ويشين الأعمال . ...
14. اللهم إني أستغفرك يا عالم الغيب والشهادة من كل ذنب أتيته في ضياء النهار وسواد الليل ، وفي ملأ وخلا ، وسر وعلانية ، يا حليم . ...
15. اللهم اغفر لي ذنبي مغفرة أنسى بها كل شيء سواك , وهب لي تقواك , واجعلني ممن يحبك ويخشاك . ...
16. اللهم إني مستغيث أستمطر رحمتك الواسعة من خزائن جودك , فأغثني يا رحمن , لا إله إلا أنت سبحانك اللهم وبحمدك , إني ظلمت نفسي كثيرا ، فارحمني يا أرحم الراحمين...
17. يا من إذا عظمت على عبده الذنوب , وكثرت العيوب , فقطرة من سحائب كرمك لا تبقي له ذنبا , ونظرة من رضاك لا تترك له عيبا , أسألك يا مولاي أن تتوب عليّ وتغفر لي...
18. اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ، وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , فاغفر ذنبي مغفرة من عندك ، فإنك أنت الغفور الرحيم .
الجواب
الحمد لله.
الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى ، والمغفرة ستر الذنوب وتجاوز الزلات ، وقد
كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر ربَّه في اليوم مائة مرة ، فحري بجميع
المسلمين أن تعتاد ألسنتهم وقلوبهم الاستغفار مما عساهم قد اقترفوا .
والاستغفار من الأدعية المطلقة التي لا يشترط فيها صيغة معينة ، بل يجوز للمسلم أن
يدعو بها بأي صيغة يفتح الله بها عليه ، بشرط ألا تتضمن مخالفة شرعية ، أو كلمة
مبتدعة .
وبالتأمل فيما ورد في السؤال من أدعية الاستغفار لم نجد فيها ما ينكره الشرع ، أو
يخالف الدين ، فلا حرج على من دعا بها واستغفر ، بشرط ألا يعتقد لها خصوصية أو
فضيلة عند الله ، أو يظن أنها من كلام النبي صلى الله عليه وسلم ، وألا يجعلها عادة
له ووردا يربطه بساعة معينة من الليل أو النهار .
ورغم ذلك كله فقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلم من أدعية الاستغفار ما هو أكمل
وأفضل عند الله عز وجل ، من ذلك الدعاء الذي سماه رسولنا صلى الله عليه وسلم : "
سيد الاستغفار " لما فيه من المعاني التي يحبها الله تعالى .
عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ :
( سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لاَ إِلَهَ
إِلاَّ أَنْتَ ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ
مَا اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ ، أَبُوءُ لَكَ
بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي ، اغْفِرْ لِي ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ
الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ » . قَالَ : وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا
بِهَا ، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ
، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ
يُصْبِحَ فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ )
رواه البخاري (6306)
يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" قال ابن أبي جمرة : جمع صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث من بديع المعاني وحسن
الألفاظ ما يحق له أنه يسمى سيد الاستغفار ، ففيه الإقرار لله وحده بالإلهية
والعبودية ، والاعتراف بأنه الخالق ، والإقرار بالعهد الذي أخذه عليه ، والرجاء بما
وعده به ، والاستعاذة من شر ما جنى العبد على نفسه ، وإضافة النعماء إلى موجدها ،
وإضافة الذنب إلى نفسه ، ورغبته في المغفرة ، واعترافه بأنه لا يقدر أحد على ذلك
إلا هو ، فلو اتفق أن العبد خالف حتى يجري عليه ما قدر عليه وقامت الحجة عليه ببيان
المخالفة لم يبق إلا أحد أمرين : إما العقوبة بمقتضى العدل أو العفو بمقتضى الفضل .
انتهى ملخصا .
أيضا : من شروط الاستغفار صحة النية ، والتوجه والأدب ، فلو أن أحدا حصل الشروط
واستغفر بغير هذا اللفظ الوارد ، واستغفر آخر بهذا اللفظ الوارد لكن أخل بالشروط هل
يستويان ؟ فالجواب أن الذي يظهر أن اللفظ المذكور إنما يكون سيد الاستغفار إذا جمع
الشروط المذكورة " انتهى النقل عن الحافظ ابن حجر .
" فتح الباري " (11/100)
فالأهم في الاستغفار هو الصدق مع الله ، والتذلل إليه سبحانه ، والاعتراف الخالص
بالتقصير في حقه عز وجل ، حينئذ يغفر الله وهو أرحم الراحمين .
وقد سبق في جواب رقم : (3177) ،
(39775) ذكر الكثير من الأدعية
الشرعية الواردة في الاستغفار والتوبة من الذنوب .
والله أعلم .