لقد تقدم لخطبتي رجل مصاب بالعقم ، وقد أخبر الطبيب بأنه يحتاج إلى عمليه ، ولهذا رفضه أهلي . ما هو رأي الدين في ذلك ؟ مع العلم انه أكبر منى بـ 13 سنه ، وصاحب خلق ودين ؟
الحمد لله.
العقم عيب من عيوب النكاح على الراجح من قولي العلماء ، كما تقدم بيانه في جواب السؤال رقم (121828) .
فيلزم الخاطب بيانه ، وللمخطوبة الحق في قبوله أو رفضه ، فإن قبلته مع هذا العيب لم يكن لها المطالبة بالفسخ فيما بعد لأجل عدم الولد . وإذا لم تعلم بالعيب ثم تبين لها بعد الزواج كان لها الحق في طلب الفسخ ما لم ترض بالعيب .
قال ابن قدامة رحمه الله : " ومن شرط ثبوت الخيار بهذه العيوب , أن لا يكون عالما بها وقت العقد , ولا يرضى بها بعده , فإن علم بها في العقد , أو بعده فرضي , فلا خيار له . لا نعلم فيه خلافا" انتهى من "المغني" (7/142).
وحصول الولد نعمة مقصودة في النكاح ، فلا ينبغي للمرأة أن تتزوج من عقيم إلا إذا علمت إمكان شفائه وعلاجه .
وإذا كان أهلك يرفضون هذا الخاطب فهم معذورون في ذلك ، ولا شك أنهم حريصون على مصلحتك مجتهدون في تحقيق السعادة لك .
فإن رأيت أن هذا الخاطب مناسب لك ، لخلقه ودينه وإمكان علاج عقمه ، فليس أمامك إلا إقناع أهلك بقبوله ، فإن تم ذلك فالحمد لله ، وإن أصروا على رأيهم فهم معذورون كما سبق ، ولعل الله أن يسوق إليك من هو خير من هذا الخاطب .
ولا يخفى أن النكاح لا يصح إلا بولي ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لَا نِكَاحَ إِلَّا بِوَلِيٍّ ) رواه أبو داود ( 2085 ) والترمذي (1101 ) وابن ماجه (1881) من حديث أبي موسى الأشعري ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ) رواه أحمد ( 24417) وأبو داود (2083) والترمذي (1102) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2709 .
ونسأل الله لك التوفيق والسداد .
والله أعلم .