الحمد لله.
لو كان السؤال عن حكم استعمال ما فيه ذكرٌ لله تعالى في تنويم الأطفال لكان أدق ؛ لأن "الله أكبر" ، و "لا إله إلا الله" ليستا من أسماء الله الحسنى .
والذي يظهر لنا أنه لا مانع للأم أن تقرأ القرآن ، أو تسبح ، أو تهلل ، وهي تهز طفلها لينام ؛ لأمور ، منها :
1. أن الاشتغال بذِكر الله ، ورفع الصوت به : خيرٌ للأم إن هي احتسبت ذِكرها أنه عبادة تتقرب به لربها تعالى ، ونرجو أن يكون خيراً للطفل في قابل الأيام ، فهو وقت من حياتها تستثمره في زيادة حسناتها ، وفي الوقت نفسه تستثمر ما في الذِّكر من أثر طيب في تنويم ولدها .
2. أن ذِكر الله تعالى خير مما تفعله كثير من الأمهات ، من الغناء ! أو الحديث مع نفسها ! أثناء تنويم أولادها .
3. أنه صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه (كانَ يَذْكُرُ الله عَلَى كُلِّ أَحْيَانِهِ) رواه ومسلم (373) .
4. أنَّ ذِكر الله تعالى ، وقراءة القرآن ، من الأمور المشروع فعلها قبل النوم للكبار ، وقد بوَّب البخاري رحمه الله على طائفة من الأحاديث بقوله : " باب التعوذ والقراءة عند المنام " .
وقد ذكرنا هذه المسألة بأحاديثها ، وأقوال العلماء ، في جواب السؤال رقم : ( 50010 ) .
فأي حرجٍ يوجد من أن يُختم للطفل يقظته بإسماعه ما فيه ذِكر الله ؟! .
5. أنه نوع من الرقية ، فإن الرقية مشروعة بأسماء الله تعالى وصفاته ، وآيات القرآن ، والأدعية النبوية .
لذلك كله : لا نرى مانعاً من أن تذكر الأم ربَّها تعالى ، وترفع صوتها قليلاً ، لينام طفلها على هذا الذِّكر ، ونذكر الأمهات بضرورة احتساب النية في تلك الأذكار ؛ حتى تحصل أجورها كاملة إن شاء الله .
والله أعلم