الحمد لله.
لا حرج من أن يستمع المسلم قبل نومه للقرآن ، أو لمحاضرة ، أو لشيء مباح ، بل قد جاء في السنَّة الصحيحة أن من أذكار ما قبل النوم أدعية وقراءة آيات وسورٍ من القرآن .
قال البخاري :
باب التعوذ والقراءة عند المنام
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات ومسح بهما جسده . رواه البخاري ( 5960 ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : وكَّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان ، فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام ، فأخذته ، فقلت : لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث - فقال : إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " صدقك وهو كذوب ، ذاك شيطان " . رواه البخاري ( 3101 ) .
وسماع القرآن قبل النوم وبعده - في رمضان وفي غيره – يورث طمأنينة للقلوب ، وانشراحاً للصدور ، قال تعالى : ( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ) الرعد/28 .
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - : بعض الناس يقول لي : لا ينام إلا على سماع القرآن ، إذا كان كذلك فلا بأس إذا كان مضطجعاً ينتظر النوم ما عنده شغل ، فيستمع هذا لا بأس به ، ومن استعان بسماع كلام الله على ما يريد الإنسان من الأمور المباحة ، لا بأس ليس هناك مانع . " لقاءات الباب المفتوح " ( 146 / سؤال رقم 9 ) . وقال الشيخ عبد الله بن منيع – حفظه الله - : لا يظهر لي بأس في ذلك ، وكونك أخذك النوم وأنت تستمع القرآن : لا تثريب عليك ، فالأمر باستماع القرآن حين يُتلى موجه إلى السامع العاقل ، قال تعالى : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ) الأعراف/204 . " مجموع فتاوى وبحوث الشيخ عبد الله المنيع " ( 1 / 266 ) .
والله أعلم.
تعليق