الحمد لله.
وأما الحديث الشريف الوارد في السؤال : ( مِنْ حُسْنِ
إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) رواه الترمذي (2318) وصححه
الألباني – فهذا لا يمنع من متابعة المرء لما يدور حوله من الأحداث والمجريات ؛ لا
سيما إن كان مما يتعلق بأمته ، أيا كان مكانها .
بل إن ما يتعلق بغيرنا من الأمم يعنينا كثيرا ، بمعنى أنه يتحتم أن يكون فينا من
يعرفه ، وإن لم يكن ذلك لازما لكل أحد .
يقول الشيخ محمد رشيد رضا – في معرض حديثه عن العلوم التي يحتاج إليها الداعية ،
وقد ذكر علم التاريخ والجغرافيا وعلم الاجتماع - :
" علم السياسة...والمراد به العلم بحال دول العصر وما بينهما من الحقوق والمعاهدات
وما لها من طرق الاستعمار . فالأمة التي تؤلف للدعوة في بلاد غير بلاد المسلمين
المستقلة لا يتيسر لها ذلك إذا لم تكن عارفة بسياسة حكومة تلك البلاد ، وهذا شيء
غير ما تقدم من اشتراط معرفة حال من توجه إليهم الدعوة ، والسياسة بهذا المعنى لم
تكن في عصر الصحابة " انتهى من " تفسير المنار " (4/35)
وينظر جواب السؤال رقم : (128316)
ولكن يجب لمن يتابع ذلك ألا يطغى على وقته أو يصرفه
عما هو أفضل وأنفع من العلم النافع والعمل الصالح ، وأن يجتهد في ألا ينظر إلى
المذيعات المتبرجات اللاتي يقدمن تلك البرامج ، وما يصاحب هذه البرامج ، أو يتخللها
من الموسيقى ؛ فإن أمكنه أن يستغني بنشرة مفيدة في قناة إسلامية تخلو من ذلك فهو
أولى له وأحوط لدينه .
وينظر جواب السؤال رقم : (138348)
والله أعلم .