الحمد لله.
ثانياً:
الأخت الفاضلة تلك لا تُكلَّف شرعاً إلا بما تستطيعه من الطاعات الواجبة ، ولتحرص
أكثر ما تحرص على الصلاة فإنها أهم أركان الدين العملية ، ولتصلِّ على حسب قدرتها
ولو بجمع الظهر والعصر أو المغرب والعشاء في وقت إحداهما ، ومن المهم النظر في
جوابي السؤالين ( 153572 ) و (
100726 ) لمعرفة مسائل الصلاة لمن
هو في مثل حالها .
وليكن في نية الأخت الفاضلة أن ذلك كله مؤقت وأنه سيأتي يوم تجهر فيه – إن شاء الله
- بدينها وتقوم بالواجبات الشرعية على وجهها المشروع ، متى تمكنت من ذلك ، وجعل
الله لها فرجا ومخرجا مما هي فيه .
ثالثاً:
إذا اضطرت الأخت الفاضلة للجلوس مع أهلها وقراءة ما يسمونه " الكتاب المقدس " : فلا
حرج عليها – إن شاء الله – من مشاركتهم وهي معذورة بالاضطرار والإكراه ، ولتحاول أن
تنتقي من ذلك الكتاب الفقرات المتعلقة بالسلوك والتعامل مع الآخرين دون ما يتعلق
بالعقيدة والتوحيد .
رابعاً:
أما فيما يتعلق بتزوجها من وثني من أهل ديانة أهلها : فهو أمر – ولا شك – منكر
وعظيم ونحن نعلم بغضها وكراهيتها لذلك ، ولذا فلتحاول منع حدوث هذا الأمر بكل طريق
ممكنة إلى أن تُغلق في وجهها الطرق كلها ، فإذا حصل ذلك فلا بدَّ من مصارحة أهلها
بالحقيقة ولتنظر تصرفهم بعد ذلك معها ، فإذا قبلوا ذلك وأبقوها في بيتهم ولم
يرغموها على التزوج من ذاك الوثني أو غيره : فلتبق بينهم مظهرة لدينها داعية له
وعسى الله تعالى أن يهدي أهلها أو بعضهم ، وإذا خافت على نفسها إن صارحتهم بذلك ،
أو رأت منهم عنتاً وشدة وقسوة مما قد يسبب فتنة عن دينها أو أنهم سيكرهونها على
التزوج بذاك الوثني أو غيره : فلتحرص على الخروج من منزل أهلها إلى مركز إسلامي
موثوق ، أو إلى أسرة مسلمة موثوقة ؛ لتحافظ على دينها وتلقى ربَّها على التوحيد
والإسلام ، ولتعلم أنه قد سبقها غيرها كثير إلى ذلك فاختارت تلك النسوة هجر أهاليهن
وبلادهن وأزواجهن وأولادهن من أجل الحفاظ على تلك النعمة الغالية العظيمة وهي
الإسلام ، والمرجو من الله تعالى أن يكرمها بالخير وتيسير أمرها ، وإذا أخلصت في
الدعاء رُجي أن يكون ذلك عاجلاً غير آجل .
( 143540 ) (
129423 ) (
69752 ) (
165167 ) .
ونسأل الله تعالى أن يثبتها على دينه وأن يرزقها الصبر والاحتساب وأن يعجِّل تيسير
أمرها وأن يهدي أهلها للإسلام .
والله أعلم