الحمد لله.
ثانياً:
قراءة الرقية جماعة ليس لها أصل في الشرع ، فيما نعلم ، لا بصوت واحد من الجميع ،
ولا بالترديد خلف أحدهم ، وليست هذه طريقة الرقية ، والمعروف في باب الرقية أن الذي
يقوم عليها شخص واحد يقرأ على المريض الرقية الشرعية يرقيه بها ، ولا مانع أن يعينه
غيره بعد أن يتعب أو ينتهي ليقوم بالرقية بعده على المريض ، أما قراءة أكثر من واحد
بصوت واحد جماعة أو بالترديد خلف قارئ أو راق فمما لا أصل له في الشرع ، كما سبق ،
ولا في باب العلاج بالرقية .
وأما قراءة الرقية الشرعية من قارئ راقٍ بعينه على ماء واغتسال المريض به أو شربه
له : فجائز ، وقد ذكرنا هذا في جواب السؤال رقم (
96793 ) فلينظر .
ثالثاً:
قراءة القرآن في المناسبات المذكورة ونحوها ، مما لم يرد له أصل في السنة ، سواء
كان قراءة شيء غير معين من القرآن ، أو قراءة الفاتحة بعينها في شيء من المناسبات ؛
لأن الأصل أن العبادات مبناها على التوقيف ، وقد وجدت مناسبات الطلاق والزواج
وغيرهما ولم يرد حرف في قراءة أصحاب تلك المناسبات شيء من القرآن لا الفاتحة ولا
غيرها ، وكل خير في اتباع من سلف ، وكل شر في ابتداع من خلف .
قال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - : " الفاتحة أو غيرها من السور المعينة : لا
تقرأ إلا في الأماكن التي شرعها الشرع ، فإن قرأت في غير الأماكن تعبداً : فإنها
تعتبر من البدع ، وقد رأينا كثيراً من الناس يقرؤون الفاتحة في كل المناسبات ، حتى
إننا سمعنا من يقول " اقرؤوا الفاتحة على الميت " وعلى كذا وعلى كذا ، وهذا كله من
الأمور المبتدعة المنكرة ، فالفاتحة وغيرها من السور لا تقرأ في أي حال ، وفي أي
مكان ، وفي أي زمان ، إلا إذا كان ينكر على فاعلها " انتهى من " فتاوى نور على
الدرب " ( شريط رقم 371 ) .
وانظر جواب السؤال رقم ( 147645 ) .
رابعاً:
اختلاط الرجال بالنساء محرم وقبيح ويشتد التحريم ويعظم القبح إذا كان ذاك الاختلاط
في بيت من بيوت الله يجهر به أصحابه وينسبون فعلهم للشرع ! وقد ذكرنا أدلة تحريم
الاختلاط في جواب السؤال رقم ( 1200 ) فلينظر .
والذي يظهر لنا من خلال أسئلة الأخ السائل أن أولئك الأشخاص الذي يقومون بتلك
الأعمال ويشرفون عليها ليسوا أهل علم ، فينبغي أن يبين لهم ما أخطأوا فيه ، وليعرض
عليهم جوابنا هذا لعلَّ الله أن يهديهم فيتركوا ما هم فيه من أخطاء ومخالفات ،
وعليكم التلطف معهم في الإنكار ، والله يوفقكم ويرعاكم .
والله أعلم