الحمد لله.
وإذا قبلت الزوجة السكن مع أهل الزوج ، فلا حرج في ذلك ، لأنه تنازل منها عن حقها ، بشرط الأمن من الوقوع في محظور الخلوة أو النظر ، ولها أن ترجع عن هذه الموافقة في أي وقت ؛ لأن حقها في السكن المستقل لا يسقط بتنازلها .
وما ذكرت من احتمال الخلوة مع من لا يحل لك ، واحتمال مفاجأته لك وأنت على غير حجاب ، يؤكد ضرورة المسارعة إلى اتخاذ سكن مستقل ، ولا تجب طاعة الأم في خلاف هذا ؛ لأن الطاعة في المعروف ، وبقاؤكما في هذا المسكن العائلي فيه مفسدتان ظاهرتان :
الأولى : فقدان الراحة والاستمتاع الذي يرغب فيه الزوجان .
والثانية : التعرض للوقوع في الحرام .
فنصيحتنا لزوجك أن يبادر إلى إيجاد سكن مستقل لكما ، ويسعى في إرضاء أمه بالقول الحسن ، والإكثار من زيارتها ، وتفقد أحوالها ، وبالهدية ونحوها ، وليعلم أن خروجه من بيت أمه لا يعد عقوقا .
والله أعلم .