الحمد لله.
والذي يبدو لنا أنك مررت
بلحظة عاطفية مشوبة بشفقة على تلك الفتاة ، فخطر لك أنك قد تكون الزوج الذي يحفظ
لها دينها ويعيدها إلى سالف عهدها ، ولذا لم تكن جازماً برغبتك في الزواج منها ،
وقد ذكرت من المعوقات ما يجعل المشورة بالانصراف عن ذلك الزواج أقرب ، وربما كنت
تريد أن تسمع ذلك منا ، في حقيقة الأمر !!
والواقع أن هذا هو ما نميل إليه فعلا ـ الآن على الأقل ـ في ضوء ما شرحت لنا من
ملابسات ، لا سيما والتجارب المتكاثرة تشجع على اعتبار أمر وحدة البيئة والثقافة في
اختيار الزوجين ؛ فكلما كان الزوجان من بيئة ثقافية واحدة ، أو متقاربة على أقل
تقدير ، كان ذلك أدعى إلى نجاح الزواج واستمراره .
لكن إذا كنت تلمس منها صدقا في الاستقامة على أمر دينها ، وإقبالا على الطاعة ،
ورغبة فيها ، وأمكنك إقناع والدتك بقبولها ، وغلب على ظنك أن بإمكانكما تجاوز
الفروق الثقافية والبيئية بينكما : فلا مانع من التفكير الجدي في الزواج بها .
وانظر جواب السؤال رقم (
102799 ) .
ومع كل ما ذكرناه لك فلا
يفوتنا أن ننبهك إلى حرمة البقاء على علاقة بتلك الفتاة ؛ لأنها أجنبية عنك ، فلا
يحل لك محادثتها ولا مراسلتها ولا مقابلتها ، فإن تمَّ عقد الزواج الشرعي بينكما
بشروطه وأركانه حلَّ لك ذلك كله .
وقد بيَّنا حكم المراسلة والمحادثة بين الجنسين في فتاوى متعددة ، فانظر جوابي
السؤالين ( 78375
) و ( 34841 )
.
والله أعلم