الحمد لله.
ولهذا يلزم أختنا الكريمة
السعي في تغيير اسمها ، فإن لم تستطع ذلك ، فلا حرج عليها ؛ لقوله تعالى : ( لَا
يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ) البقرة/286 ، وقوله : ( فَاتَّقُوا
اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن/16
فإن يسر الله أمرها ، ووجدت تكاليف التغيير ، فلتغير اسمها إلى اسم والدتها
وعائلتها ، فإن نسبها إلى أمها نسب صحيح ، ولا يجوز انتسابها إلى "أبيها " غير
الشرعي ، لأنه ليس أبا لها .
وما ذكرته من كراهتها لأمها ، لا ينبغي أن يمنعها من تصحيح نسبها ، فإن نسبها إلى
زوجها باطل ومحرم ، وهذه الكراهة لا تبيح لها النسب الباطل ، وقد كان أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم ينتسبون إلى آبائهم ، مع أنهم كانوا كفارا ، ومنهم من كان كافرا
محاربا لنبي الله صلى الله عليه وسلم ، كأبي جهل رأس الكفر ، وابنه صحابي جليل اسمه
: عكرمة ابن أبي جهل، وهكذا.
وينبغي أن تعلم أن لأمها حقا عظيما في البر والإحسان ، ولو كانت كافرة تكرهها وتقسو
عليها .
ونوصيها بالدعاء لها ، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن ؛ فمن يدري ،
لعل الله أن يهديها ويشرح صدرها للإسلام ببركة دعوة ابنتها لها .
والله أعلم .