الحمد لله.
وقد روى أحمد (7005) والطبراني في "المعجم الكبير" (38) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ عَنْ حَاجَتِه فَقَدْ أَشْرَكَ ) وصححه الألباني في "الصحيحة" (1065) .
وروى أحمد أيضا (1827) عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَبَرِحَ ظَبْيٌ ، فَمَالَ فِي شِقِّهِ فَاحْتَضَنْتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ تَطَيَّرْتَ ؟ قَالَ : ( إِنَّمَا الطِّيَرَةُ مَا أَمْضَاكَ أَوْ رَدَّكَ ) ضعفه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، وهو في معنى الحديث المتقدم.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه
الله :
فيه : أن التطير الذي يرد ويمنع الإنسان عن حاجته شرك .
وقوله : ( أو ردّك ) أي : عن حاجتك ، كأن تريد أن تسافر ، ولَمّا رأيت الثعلب أو
الغراب أو فلاناً الذي تكره ، قلت : هذا سفر ليس بحسن أو طيّب ، ورجعت عنه ، وهذا
هو التطيُّر ، وهو شرك ، والواجب عليك حينما حصل لك هذا الشيء وكرهته في نفسك ، أن
ترفضه متوكِّلاً على الله تعالى ، وأنْ تمضيَ في حاجتك " انتهى من "إعانة المستفيد"
(3 /18) .
ثالثا :
ما ذكرته من أنك صرت لا تحبها وخاصة بعد اكتشافك لأمور بدت منها لم تكن تراها من
قبل ؛ فإن كنت قد تغيرت تجاهها لسبب شرعي ، كأن تكون قد اطلعت على خلل في دينها ،
أو خلقها ، أو نحو ذلك ؛ فالواجب عليك نصحها وإرشادها وتعريفها أمر دينها ؛ لأنها
بالعقد صارت زوجة لك ، ولها من الحقوق أن تنصحها وترشدها وتأمرها وتنهاها ، فإن
استجابت فبها ونعمت ، وإن لم تستجب ، وآثرت معصية الله تعالى على طاعته ، ولم تلتفت
إلى نصحك وإرشادك : فهذه ليست زوجة صالحة .
وأما إذا كان نفورك منها وإعراضك عنها ، من واقع الوهم تارة ، والتطير والتشاؤم منها لما حصل تارة ، أو كان ذلك بسبب أمور تافهة ليست بذات شأن ، أو بسبب ما يحدث عادة من المشاكل والاختلافات حول ميعاد الزفاف أو تجهيزاته ونحو ذلك : فننهاك عن مطاوعة نفسك ، وننصحك بالاحتراز لدينك ، ونذكرك الله في زوجتك التي قد عقدت عليها ، فتصير مفارقتك إياها من أكبر المصائب عليها ، والمعايب لها عند العامة من الناس .
فانظر في الأمر بروية وحكمة ، واستشر أهل العلم والصلاح ، وأكثر من الدعاء والتضرع إلى الله ، واستخر الله ، واستعن به ، وأحسن الظن به سبحانه ؛ فإنه عز وجل عند ظن عبده به .
وينظر جواب السؤال رقم (125848)
.
والله أعلم .