قال لها : لو غادرت الغرفة تكوني طالقا فغادرتها بعد مدة
قال لي زوجي : لو غادرت الغرفة تكوني طالق ، و لم أغادر الغرفة ، ولكني لم أستطع الامتناع عن مغادرتها للأبد ، ففي النهاية غادرت الغرفة ، وأنا في غاية الانزعاج هل هذا طلاق ؟ قال زوجي إنه كان يقصد وقتها وليس على الدوام في الحياة كلها ، ولكنه لم يحدد إلى متى ، وقتما قال هذه الكلمات ؟
الجواب
الحمد لله.
قول زوجك : " لو غادرت الغرفة تكوني طالق " ، هو من الطلاق المعلق على شرط ، فيقع
الطلاق عند وقوع الشرط وهو مغادرة الغرفة ، إلا إذا أراد الزوج المنع والتهديد فقط
ولم يُرِد الطلاق ، فإن هذا يكون له حكم اليمين على الراجح ، ولا يقع به طلاق .
وسواء أراد الزوج الطلاق أو اليمين ، فإنه إن نوى تقييد هذا بزمن معين ، تقيّد به .
فإن كان أراد ألا تغادري الغرفة وقت غضبه وانفعاله ، أو خلال ساعة مثلا ، أو حتى
تهدأ الأمور ، أو حتى يخرج هو أولا ، فنيته معتبرة ، وإذا خرجت بعد ذلك لم يلحقه
شيء ، لا طلاق ، ولا كفارة يمين .
والأصل في ذلك أن النية معتبرة في هذا الباب ، فتخصص اللفظ العام ، وتقيد المطلق ،
بشرط أن تكون مصاحبة للفظ ، فلو قال : لو غادرت الغرفة تكونين طالقا ، وأراد اللحظة
أو الساعة أو غير ذلك من النيات ، فالأمر على ما نوى .
وينظر : "المغني" (7/ 319) .
والله أعلم .