الحمد لله.
أولا :
حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الإحداث والابتداع في دين الله ، وأخبر أن كل
محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، وقد تقدم تقرير ذلك وبيانه
مرارا ، وأنه لا يجد في دين الله ما يسمى بالبدعة الحسنة .
راجع إجابة الأسئلة أرقام : (205)
، (864) ، (118225)
.
ثانيا :
كما تقدم أن السنة لا تثبت بمجرد التجربة ، ولا يخرج بها الفاعل للشيء ، معتقدا أنه
سنة ، عن كونه مبتدعا . راجع إجابة السؤال رقم : (185815)
.
ثالثا :
لم يثبت بالشرع أن من السنة قراءة أواخر سورة الكهف عند النوم ، أو أن لها تأثيرا
في القيام لصلاة الفجر ، أو أن لها فضلا مخصوصا ؛ وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال : ( ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم ) .
رواه الطبراني في الكبير (1647) وصححه الألباني في " الصحيحة " (1803) .
قال ابن القيم رحمه الله :
" فقد بيَّن الله - سبحانه - على لسان رسوله بكلامه وكلام رسوله جميع ما أمره به ،
وجميع ما نهى عنه ، وجميع ما أحله ، وجميع ما حرمه ، وجميع ما عفا عنه , وبهذا يكون
دينُه كاملا كما قال تعالى : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) " انتهى
من " إعلام الموقعين " ( 1 / 250 ) .
رابعا :
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الذكر ما يستحب أن ينام العبد عليه ، ويجعله
آخر كلامه ، وليس فيه أواخر سورة الكهف ، ولا الكيفية المبتدعة المذكورة :
فمن ذلك حديث البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ لِي
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ ،
فَتَوَضَّأْ وَضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ ،
وَقُلْ : اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إِلَيْكَ ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ ،
وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَهْبَةً وَرَغْبَةً إِلَيْكَ ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ
مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ،
وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ ، فَإِنْ مُتَّ مُتَّ عَلَى الفِطْرَةِ ،
فَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَقُولُ ) رواه البخاري (6311) ومسلم (2710) .
وروى أبو داود (5055) عن
فروة بن نوفل عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنوفل : ( اقرأ " قل يا أيها
الكافرون " ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك ) وصححه الألباني في " صحيح أبي
داود " .
ومن أراد القيام لصلاة الفجر
استعمل الأساليب الصحيحة المعينة على ذلك .
راجع إجابة السؤال رقم : (139908)
.
والله أعلم .