الحمد لله.
وما يحصل على أيدي غلاة
الصوفية المنحرفين عن طريق السنة من خوارق العادات ، هو من جنس ما يحصل على أيدي
المشعوذين والدجالين والسحرة من ذلك ، وهو من عمل الشيطان ليضل به الناس ، فلا يجوز
الاغترار به .
قال ابن كثير رحمه الله في ترجمة الشيخ يوسف الإقميني :
" كان يلبس ثيابا طوالا تحف على الأرض ، ويبول في ثيابه ، ورأسه مكشوفة ، ويزعمون
أن له أحوالا وكشوفا كثيرة ، وكان كثير من العوام وغيرهم يعتقدون صلاحه وولايته ،
وذلك لأنهم لا يعلمون شرائط الولاية ولا الصلاح ، ولا يعلمون أن الكشوف قد تصدر من
البر والفاجر ، والمؤمن والكافر ، كالرهبان وغيرهم ، وكالدجال وابن صياد وغيرهم ،
فلا بد من اختبار صاحب الحال بالكتاب والسنة، فمن وافق حاله كتاب الله وسنة رسوله
فهو رجل صالح سواء كاشف أو لم يكاشف، ومن لم يوافق فليس برجل صالح سواء كاشف أم لا.
قال الشافعي: إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ويطير في الهواء فلا تغتروا به حتى
تعرضوا أمره على الكتاب والسنة " انتهى من "البداية والنهاية" (13 /251)
ومن الأباطيل التي اخترعها الغلاة فيه : زعمهم أن معين الدين هذا ذهب إلى المدينة ، وجاء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتحدث إليه ، وهذا محال ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قد مات وانقضت حياته الدنيوية ، فمن ادعى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو خاطبه بعد موته فهو كاذب .
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله
:
ما القول الحق فيما يروى عن أحد أئمة الصوفية المعروفين من أنه زار مسجد المصطفى
صلى الله عليه وسلم بالمدينة ودعا عند القبر فمد الرسول صلى الله عليه وسلم يده
الشريفة له وقبلها , وهذا مستفيض عند أتباع طريقته ؟
فأجاب : " هذا أمر باطل ولا أساس له من الصحة , لأنه صلى الله عليه وسلم قد توفي
الموتة التي كتبها الله عليه كما قال سبحانه : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ
مَيِّتُونَ ) ، وقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( إن لله ملائكة
سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام ) ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن خير
أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ) قالوا : يا
رسول الله وكيف تعرض عليك وقد أرمت ؟ قال : ( إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد
الأنبياء ) ، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة ، ولم يقل في شيء منها أنه يصافح أحدا
, فدل ذلك على بطلان هذه الحكاية , ولو فرضنا صحة ذلك فإن ذلك يحمل على أنه شيطان
صافحه ليلبس عليه أمره , ويفتنه . فالواجب على جميع المسلمين أن يتقوا الله وأن
يتمسكوا بشرعه الذي دل عليه كتابه الكريم وسنة رسوله الأمين , وأن يحذروا ما يخالف
ذلك " .
انتهى من "مجموع فتاوى ابن باز" (9 /310-311) .
والواجب نهي الناس عن الذهاب
إلى القبور وسؤال أصحابها من دون الله ، سواء كانوا صالحين أو كانوا طالحين ، لأن
سؤال أهل القبور من دون الله نوع من الشرك الأكبر المخرج عن الملة ، فلا يحتاج
الإنسان إلى إثبات أن صاحب القبر كان على غير استقامة حتى ينهى الناس عن عبادته
واللجوء إليه .
راجع إجابة السؤال رقم : (6744)
، (112867) ، (153666)
.
وراجع جواب السؤال رقم : (20375)
: لمعرفة حقيقة الطرق الصوفية وحكم الانضمام إليها .
والله تعالى أعلم .