الحمد لله.
وأما قضاء الحاجات الخاصة
بأفراد الأسرة : فإن كانت حاجة أبويها ، فهي واجبة عليها ، متى أمراها بذلك ، وكانت
قادرة عليه ، لأنها من تمام برهما ، وطاعتهما .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ
كَانَا فَاسِقَيْنِ ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ
مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ وَجَبَ
وَإِلَّا فَلَا " .
انتهى من " الفتاوى الكبرى " (5/ 381) .
وقال أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله :
" طَاعَة الْوَالِدين وَاجِبَة فِي كل مَا لَيْسَ بِمَعْصِيَة وَمُخَالفَة أَمرهمَا
فِي كل ذَلِك عقوق " .
انتهى من "فتاوى ابن الصلاح" (1/ 201) .
وأما الحاجات الخاصة ببعض إخوانها ، وطاعتها لهما في ذلك : كأن تكوي له ملابسه ، أو تهيئ له شيئا خاصا به : فهذا إنما هو من البر والإحسان ، وإكرام الأخ ، وحسن العشرة التي اعتادها كثير من الناس في بيوتهم ؛ إلا أنه ليس من الواجب عليها ، إلا أن يكون شيئا تعتاد الأم في البيت أن تفعله بنفسها ، فأمرت ابنتها به ، فتفعله لأجل أمر والدتها .
وإذا كان بذلك الجانب :
إحسانا ، ومعروفا تندب إليه ، فإنها لا تكلف من ذلك بما يشق عليها ، أو يرهقها ، أو
يشغلها عن شأنها الخاص ، من عبادة ، أو مذاكرة ، أو نحو ذلك.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ ) رواه
البخاري (7257) ومسلم (1840) .
على أننا ننصحك بأن تجتهدي في كسب ود إخوانك ، والإحسان إليهم قدر استطاعتك ، وأن تدعي تنظيم تلك الأمور ، وإصلاح أمر الأسرة إلى أبويك .
يراجع للفائدة جواب السؤال رقم : (7645) .
والله تعالى أعلم .