الحمد لله.
لا شك أن ما فعله والدك بحفيدتيه من كبائر الذنوب العظام ، ومن المخازي التي تتورع
الألسن العفيفة عن مجرد حكايتها ، فلا هو راقب ربه ، ولا هو صان عرضه ، ولا راعي
سنه وشيبته .
ربما لو كان السؤال في وقت مبكر عن ذلك : لكان رأي آخر في علاج هذه المشكلة ؛ ربما
كان من الأنسب أن تحاولي علاج الأمر بعيدا عن زوجك قدر الإمكان ؛ وإذا عرف زوجك ،
ربما كنا طلبنا منه أن يجتهد في علاجه ، بعيدا عن معرفة شخص آخر به .
أما وقد كان ما كان ؛ فإن الأمر الذي لا خلاف حوله ، على كل الأحوال : أن صيانة
نفسك ، وبناتك ، وأهل بيتك ، عن شذوذ أبيك : أولى وأجب من أي شيء آخر ، ولو كان على
حساب مواصلة أبيك وأسرتك .
وما دام قد ثبت منه ذلك : فإنه لا يجوز تمكينه من الخلوة ببناتك ، أو بغيرهن من
المحارم ، سوى امرأته ، فمن عبث بحفيداته ، أي شيء يمنعه عن بناته ؟!
ولا شك أن طاعة زوجك ، في عامة أمره ، في غير معصية لله ، مقدمة على طاعة أبويك ،
وليس في حرص زوجك على بناته ، أو منعهن من أبيك : ما يعاب عليه أصلا ، بل هو واجبه
، وإن كنا ربما خالفناه في كيفية علاج المشكلة ، لكننا نقدر هول الصدمة بالنسبة لمن
هو في حاله ، ونلتمس له العذر فيما فعل ، لا سيما وأنه زوج أختك الأخرى معرض لنفس
المعضلة ، فأي حرج في تنبيهه على الحرص على بناته ، ألا يخلو بهن هذا الجد ،
فيتعرضن لخطره وأذاه ؟
نحن نرى لك أيتها الأخت السائلة ألا تقاطعي أسرتك ، ووالدتك على وجه الخصوص ،
وأن تحاولي أن تصليها جهدك ، بالسؤال عنها ، والاتصال بها ، وزيارة أبويك في منزلهم
، كلما أمكن ذلك .
ولو منع زوجك بناتك عن جدهن ، وزيارة منزله : فنحن نرى أن هذا حقه ، لا سيما في هذه
الفترة ، وإذا قدر زيارة لأولادك بعد ذلك ، فلا بد أن يكون ذلك بصحبتك ، أو صحبة
الوالد .
فإذا اجتهدت في مواصلة والديك ، واحتملت ما كان منهما من أذى ، فلم يقبلا هم بذلك
منك ، ومن زوجك ، وأصرا على القطيعة ، فلا حرج ولا إثم عليك ، ولا على زوجك ، في
ذلك ، إن شاء ، وإنما وبال ذلك كله على من اعتدى على عرضه ، وتعدى حدود الله ، وقطع
رحمه .
راجعي للفائدة جواب السؤال رقم : (115003) ، (167713) .
والله تعالى أعلم .