الحمد لله.
أولا :
الانشغال بتشجيع الأندية الرياضية ، والتعصب لها ، وترديد الأغاني والأناشيد في
محبتها والولع بها من المنكرات التي انشغل بها كثير من شباب المسلمين ، واهتموا بها
اهتماما بالغا ، حتى ألهتهم عن كثير مما أهمهم من أمر دينهم ودنياهم .
فإذا انشغلت بنات المسلمين بما انشغل به شبابهم كانت البلية أطمّ ، والمحنة أشد .
فننصح الأخت السائلة أن تلتفت إلى دراستها ، وتنشغل بطاعة ربها وبر والديها ، فهو
أولى بها من الانشغال بهذا الأمر الذي لا يعود إلا بالخسران والندم .
ينظر للأهمية جواب السؤال رقم : (102150)
.
ثانيا :
الهتاف للنادي الرياضي ووصفه بأنه الأول والأخير هو من الآثار السيئة لتشجيع
الأندية الرياضية والاهتمام بها والمبالغة في التعلق بها .
فهو من الغلو والإفراط في محبته ، وإذا كانت أصل محبته مذمومة ، فلا شك أن الغلو
فيها أشد ذما ، وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم وحذر من الغلو ، ؛ فروى النسائي
(3057) عن ابْن عَبَّاسٍ أن النّبِي صَلّى اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قال : ( إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ
كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ ) .
صححه الألباني في "صحيح النسائي" وغيره .
قال شيخ الإسلام رحمه الله :
" قوله ( إياكم والغلو في الدين ) عام في جميع أنواع الغلو في الاعتقادات والأعمال
. والغلو هو مجاوزة الحد بأن يزاد في حمد الشيء أو ذمه على ما يستحق ، ونحو ذلك "
انتهى من "اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" (ص 106) .
ولا شك أن قول القائل : "
أنت الأول والأخير " - في التغني والإنشاد – يظهر فيها مضاهاة مدح الموحدين ربهم ،
بجمع هذين الاسمين الشريفين له ؛ كما قال عز وجل : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ
وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الحديد/ 3 ، وهذان اسمان
لا يليقان إلا بالله تعالى .
وإذا قدر أن الأولية
والآخرية هنا نسبية ، والأولية الحاصلة للمخلوق كالنادي ونحوه : هي أولية تناسبه ،
والآخرية الحاصلة للمخلوق : هي آخرية تناسبه أيضا ؛ فلا شك أن في جمعهما في سياق
واحد من المحذور ما سبق بيانه ، وفيها من الغلو في الباطل ما هو معلوم مشهود من حال
المفتونين بمثل هذه الفتن .
وينظر جواب السؤال رقم : (114309) .
والله تعالى أعلم .