يريد التوقف عن المحادثة مع زميلته في الدراسة ولكنه يخشى أن تضيع فرصة الزواج بها مستقبلاً
خلال دراستي تعرفت على فتاة حسنة الدين والأخلاق ، وأسأل الله عز وجل أن يجعلها من نصيبي إن كان في ذلك خير لكلانا، المشكلة الوحيدة أني لا أملك الإمكانيات التي تسمح لي بالزواج منها الآن ، أو على الأقل بخطبتها ، وأريد إتمام دراستي حاليا ، وهي مستعدة لانتظاري .
أتحدث معها بعض الأحيان في أمور دينية ودراسية وهناك احترام بيننا، ولكن رغم ذلك أحس بأننا نغضب الله ، أريد أن أتوقف عن التحدث معها ، وفي نفس الوقت لا أريد تضييع فتاة مثلها كزوجة مستقبلية لي لدينها وأخلاقها .
فهل يجوز أن أتحدث معها من حين لآخر في أمور لا تغضب الله ، وبشرط إخبار أبيها وأمها بالأمر كحل قبل التقدم لخطبتها ؟ أو هل يجوز لي أن أعطيها رسالة كتذكار يبقى لديها قبل التقدم لخطبتها مع العلم أن محتواها لن يغضب الله ؟ أرجو النصح .
الجواب
الحمد لله.
لا يخفى عليك - أيها السائل الكريم - أن مثل هذه العلاقات محرمة في الإسلام ، انظر
للفائدة : هذين الردين ( 140527) ، (44819)
.
ولا بد أنك منتبه لذلك ، عالم به ، وإلا لما ساورتك الفكرة أنك تغضب الله بفعلك ذلك
!! وقد أراد الله بك خيرا إذ فطنت لخطأ هذا الفعل ، وأنت بعد في البداية ، وإلا فلا
تدري إلى أين يمكن أن يصل بكما الأمر ؛ فالشيطان لا يألو جهدا في الغواية وتزيين
الخطأ ، وتلبيسه على ابن آدم ، حتى يظهر له الحرام المحض ، في شبهة من الحلال ؛ ولو
بتأويل بعيد !!
وإلا ؛ فقل لي بربك : ماذا تعني علاقة وتواصل بين فتى وفتاة ، في مثل عمركما ؟!
ومتى بقيت مثل هذه العلاقات بعيدة عن الفتن ، وغواية الشيطان ، والتعلق الممنوع بين
الجنسين ؟
ومن أدراك أن ظروفك ، وظروفها أيضا ، سوف تسمح لكما بالزواج من بعضكما بعد ذلك ؟
ثم : هل تقبل لأختك ، أو ابنتك ـ بعد ذلك ـ أن تبقى على علاقة ، من هذا النوع ،
بشاب أجنبي ، لا يعلم متى ستسمح له ظروفه بالعلاقة الشرعية ؛ بل لا يعلم ـ على وجه
الحقيقة ـ إن كانت ظروفه ستمسح بذلك يوما ما ، أو لا ؟
وينظر للفائدة : (52768) ، ورقم : (13791)
.
أخانا الكريم ،
أنت ما زلت تدرس ، ولا تعلم بعد ذلك ما ستسفر عنه نتائج دراستك ، ولا متى ستعمل ،
أو متى ستكون لك القدرة على فتح بيت ، والخروج بعلاقتك إلى النور ، فهل سترهن تلك
الفتاة معك لمدة لا يعلمها إلا الله ؟
وهل تضمن أن مشاعرك تجاهها سوف تبقى كذلك ، وهل ستضمن هي أيضا : أن تبقى مشاعرها
تجاهك كما هي ؟
بل الأهم من كل هذا : هل ستستمر في معصية الله ، في انتظار تحسن أوضاعك المادية ؟
وهل تضمن أن تفتح لك أبواب التوبة مرة أخرى ، وقد علمت الخطأ ، وعلمت أن عمرك ووقتك
يمضيان بعلاقة لا يقرها الشرع ، ولا يقبلها العقل والحكمة ؟
إن الواجب عليك الآن : أن تتوقف أنت وهذا الفتاة عن تلك العلاقة ، والتواصل بينكما
؛ حتى ولو كان ذلك بعلم من أسرتيكما ، أو برضا وقبول ؛ إنما الرضا والقبول : أن
تتقدم لخطبتها فعلا ، متى سمحت لك ظروفك بذلك ، وكنت ترجو أن تتم أمر زواجك في مدة
معقولة ؛ وما سوى ذلك ، فتعلق بحبال الوهم ، وضرب في عماية من المجهول الذي لا
يعلمه إلا الله !!
وهب أن ظروفك لم تسمح لك بخطبتها ، حتى ذهبت من بين يديك ؛ فالذي خلقها ، خلق غيرها
، وأنت جاهل بالعواقب ، لا تعلم في أي أمرك الخير ؛ هل في الزواج بها ، أو تركها ؛
وقد قال الله تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ
لَا تَعْلَمُونَ ) البقرة/216 .
وقال تعالى : ( قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ
اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا
مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ )
الأعراف/188 .
أقبل ، أيها الأخ الكريم ، على دراستك ، وما ينفعك في دينك ودنياك ، وتوكل على الله
، واسأله أن يقدر لك الخير حيث كان .
وينظر جواب السؤال رقم : (114801) ، ورقم
: (20161) .
نسأل الله أن يكفيك بحلاله عن حرامه ، وأن يغنيك بفضله عمن سواه .
والله أعلم .