الحمد لله.
ثانيا :
إيقاظ المسلمين للصلاة ، وخاصة صلاة الفجر ، من التعاون على البر والتقوى ، وقد سئل
الشيخ ابن باز رحمه الله :
هل له أن يوصي الجيران والإخوان الحريصين على صلاة الفجر لإيقاظه ؟
فأجاب : " نعم ، طيب هذا ، من باب التعاون على البر والتقوى ، إذا كان قد ينام وقد
لا يسمع الساعة في شدته ، لا بد أن يوصي أهله الذين عنده في البيت : أمه، وأخواته
يجاهدون معه ، يوقظونه ، عليهم التعاون معه ، الله جل وعلا يقول:
( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى ) فعلى أمه وعلى أخته وعلى من في
البيت أن يساعدوه في هذا ؛ لأنه قد لا يسمع الساعة في شدة نومه " .
انتهى من " فتاوى نور على الدرب " (7/ 115) .
فإذا كان هذا المؤذن يستعمل الجوال في المسجد لإيقاظ الناس لصلاة الفجر ، ولم يترتب على ذلك تشويش على المصلين أو القارئين أو الذاكرين ، كما هو ظاهر حاله ، ولم يترتب عليه تشغيل رنات موسيقية بالمسجد : فلا حرج عليه في ذلك ، وهو من التعاون على البر والتقوى .
أما إذا ترتب على ذلك تشويش
على المصلين وأهل المسجد فإنه يتعين عليه الخروج من المسجد أو دخول غرفة الإمام
والاتصال بهم .
والذي يظهر أن تشغيله للهاتف ، وهو في صلاة السنة ، أو تحية المسجد : لا يخلو عن
شغل وتشويش على من بجواره من المصلين ، أو عليه هو ، على أقل تقدير ، وليس له أن
ينشغل في صلاته بأمر غيره ؛ فإن في الصلاة شغلا عما سواها ، ولو من أعمال الخير .
ويراعى أيضا عدم صدور أصوات
موسيقية محرمة ، فلا يجوز له ترك جواله يعمل وهو يصلي السنة ، فيحدث رنات موسيقية
من خلال اتصالات أهله وأصحابه ؛ لأن تشغيل الموسيقى في المسجد أو غيره منكر محرم لا
يجوز .
انظر إجابة السؤال رقم : (34217) .
والله أعلم .