الحمد لله.
لا شك أن النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من شعائر هذا الدين القيم ،
وبذلك يقوم الناس بالقسط ، ويتوب العصاة ، وتصير هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس .
ويتأكد هذا الواجب تجاه أولي الأرحام والأدنين من المعارف والأصحاب .
والمشروع للقائم في هذا المقام العظيم : التحلي بالصبر وحسن التحمل ، وصدق العزم
وحسن الظن بالله ، مع عدم اليأس والنفور ، كما قال الله تعالى ، في قصة لقمان
الحكيم ، مع ابنه : ( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ
وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ
الْأُمُورِ ) لقمان/17.
فإذا قام العبد بما عليه من الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،
وبذل النصح والإرشاد : فليس عليه إثم ولا حرج إذا أصر العاصي على معصيته ، ولم
ينتصح ، ويأتمر .
وليس عليه حرج ـ حينئذ ـ أن يدعه وشأنه .
بل يشرع له هجره ، إن غلب على ظنه أن الهجر ينفعه ، ويردعه عن معصيته .
قال علماء اللجنة الدائمة :
" من جالس أهل المعاصي وتكلم معهم بما فيه خير لهم من إرشادهم ودعوتهم إلى الحق
بالحكمة والموعظة الحسنة وجدالهم بالتي هي أحسن ، فقد أحسن لقيامه بواجب البلاغ ،
فإن استجابوا فالحمد لله ، وإن أصروا على عصيانهم فقد أعذر إليهم وأقام الحجة عليهم
" انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (12/ 370) ، وينظر أيضا : "فتاوى اللجنة الدائمة
" (12/ 376-377) .
على أن الذي نختاره لك : أن تصبري على أخيك ، فهو في سن صغيرة ، يحتاج إلى الناصح ،
والمعين ، والرقيب والمؤدب ، ولا تيأسي منه ، ولا تيأسي من توبته وصلاحه ، فمن يدري
، متى يكون نفعه وهدايته وتوبته .
واجتهدي في أن تنوعي أساليب دعوته ، وإرشاده ونصحه ، فمرة بطريقة مباشرة ، وأخرى
برسالة صغيرة ، أو مطوية ، أو مقطع دعوي ، أو محاضرة تتعلق بالجانب السلبي عنده .
وإذا أمكنك أن تستعيني بالوالدة ، أو بمن يؤثر عليه من الأسرة ، فهو خير .
وإن غلب على ظنك أن الوالد سوف يتعامل بحكمة ، وسوف يكون لرقابته دور إيجابي : فلا
حرج عليك في أن تستعيني على نصحه وهدايته بكل سبيل ممكنة .
وينظر لتمام الفائدة جواب
السؤال رقم : (46876) ، ورقم : (146828)
.
والله تعالى أعلم .