الحمد لله.
أختنا الكريمة ، نحن نتفهم معاناتك ونشاركك إحساسك بالغيظ والامتعاض من استهزاء زوجك بوالديك ، وقد أحسنت بصبرك وبتنبيهك له وبعدم معاملته بالمثل بتعيير والديه والاستهزاء بهما ، فإن من يفعل ذلك فهو بمثابة من يستهزئ بوالديه ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ( قيل : يا رسول الله ، وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : ( يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه ) رواه البخاري ( 5973 ) .
لذلك ننصحك بكثير من الصبر والاحتساب ، فإن الله قد جعل هذه الحياة الدنيا فانية ، وفانية معها أكدارها وهمومها ، وقد خبأ لعباده الصابرين هدايا رضاهم وصبرهم فلا تبتئسي ، كما ننصحك أن تحاوري زوجك في هدوء ، وأن توضحي له ما يضرك من الأمر ، وأن تعظيه برفق عن عاقبة المستهزئين وبأن ذلك ممقوت من الله ويخالف أخلاق المؤمنين ، يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ ) الحجرات/11 ، كما ننصحك أن تعاملي أهله برفق ، وألا تجعلي من موقف استهزاء زوجك بوالديك سببا لإهانتهم ، فهم على كل حال لم يتعرضوا لك بسوء ، ولا ذنب لهم في فعل ابنهم ، بل أحسني إليهم كما تحبين أنت أن يحسن زوجك لأهلك .
واعلمي أختنا الفاضلة أنه لا تعارض بين أن تحترمي زوجك ووالديك في نفس الوقت ، بل إن حق زوجك مقدم على حق والديك في ترتيب الحقوق في الشريعة ، ولكن في نفس الوقت لا يعطي ذلك لزوجك الحق في إهانتهما ولا يفرض عليك الصمت على ذلك .
نسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق وأن يجمع بينكما على ما يحبه ويرضاه .
والله أعلم .