تريد الإنتحار فهل بها سحر أم ماذا ؟
سؤالي يخص حالة فتاة في العشرين من عمرها تعيش في أسرة ميسورة الحال ، كانت فتاة عادية ، ولكن فجأة تغيرت ، وأصبحت تكره الحياة ، ولا تريد أن تعيش في هذه الدنيا حتى أنها فكرت ولاتزال تفكر في الإنتحار ، وأصبحت انطوائية ترفض مقابلة الناس إلا بعض الأقارب ، تصوم رمضان ، ولا تصلي ولا تسمع القرآن وترفض الرقية ، لا تشرب الماء وخاصة ماء زمزم أو الماء الذي قرئت فيه رقية ، لا تأكل أو تنام بشكل جيد ، ولم تخرج من بيتها منذ سنوات ، تظن بأن الله يبغضها ولو كان يحبها ما خلقها أصلا وأنه خلقها ليعذبها . وأهلها يشكون أن إحدى القريبات قد عملت لها سحر ، مع العلم أن هذه الفتاة أصبحت ترفض أكل أي طعام يُبعث لبيتهم إلا طعام تلك المرأة المشكوك فيها .
فما سبب حالها هذا ؟ وما الحل لإخراجها من حالها البائس ؟
الجواب
الحمد لله.
الظاهر من وصف حالة الفتاة أنها مسحورة .
ينظر جواب السؤال رقم : (240) .
فإذا كان الأمر كذلك فأنفع ما يعالج به المسحور هو فك سحره بالطريقة المشروعة .
فإذا عُلم مكان السحر فإنه يؤخذ ويتلف أو يحرق ، مع قراءة المعوذات عليه .
ينظر جواب السؤال رقم : (213551) ، و (60137)
.
وقد يكون هذا متعذرا في هذه الحالة ،لأن الساحر غير معلوم ، وإنما هي مجرد شكوك حول
تلك المرأة ، فلا يبقى إلا الرقية الشرعية ، فحاولوا التلطف بالفتاة حتى تقبل
بالقراءة عليها ، فيقرأ عليها الرقية الشرعية بالحكمة والرفق .
ينظر جواب السؤال رقم : (12918) ، و (11290)
.
هذا إن ظهر أنها مسحورة .
فإن كانت مريضة نفسياً فخير علاج لها هو إخراجها من عزلتها , وخلطها بأناس حكماء
ذوي صبر ونَفَس طويل وتفاؤل عريض وحيوية عالية .
إن العزلة والفراغ سوف يزيد هذه المشاعر السلبية عندها ، ويعقد مشكلتها ، خاصة
عندما ترى من حولها قد نجح وأفلح وتطور حاله وتحسن .
المهم أن تتحلوا أنتم بالصبر والأناة والحكمة .
ومما يعينكم إخلاص النية والدعاء .
وقد تصديتم لأمر عظيم فلا تضعفوا .
عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قِيلَ: "
يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ؟ ، قَالَ: (
أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ
تَدْخِلُهُ عَلَى مُؤْمِنٍ : تَكْشِفُ عَنْهُ كَرْبًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ
دَيْنًا، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، وَلَأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخِي الْمُسْلِمِ
فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ شَهْرَيْنِ فِي مَسْجِدٍ ،
وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ، وَلَوْ
شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ، مَلَأَ اللَّهُ قَلْبَهُ رِضًى، وَمَنْ مَشَى
مَعَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثْبِتَهَا لَهُ ثَبَّتَ اللَّهُ
قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزِلُّ الْأَقْدَامُ، وَإِنَّ سُوءَ الْخُلُقِ لَيُفْسِدُ
الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ) رواه ابن أبي الدنيا قي كتاب " قضاء
الحوائج " (36 ) ، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة " (906).
والله أعلم .