الحمد لله.
ثانياً :
ما دام أن عقد القران قد تم فإن هذا الرجل يكون زوجك شرعاً ، ولا يجوز للمرأة طلب
الطلاق من غير حاجة إليه ؛ لما روى أبو داود (2226) ، والترمذي (1187) ، وابن ماجه
(2055) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلاقًا فِي غَيْرِ
مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة ) صححه الألباني ، ولم نر فيما
ذكرتيه سببا مقنعا لطلب الطلاق .
ثالثاً :
كل رجل (بل كل إنسان) مهما بلغت محاسنه لابد أن يكون فيه نقص ما ، فالكمال عزيز ،
فلا تظني أختنا الكريمة أنكِ ستجدين رجلا كاملا يمتلك كل الصفات التي تحلم بها
الفتاة .
فلابد من الموازنة بين الحسنات والسيئات ، وتَحَمُّل بعض السيئات مع السعي في
إصلاحها .
والمرأة الملتزمة بشرع الله وطاعته لها تأثير كبير على زوجها ، فأنت بإذن الله
قادرة على سد النقص والخلل الديني الذي في زوجك ، فالمعاصي التي ذكرتيها ينبغي أن
تنصحي زوجك بتركها والتوبة منها ، وأنه لا يحسن به – وهو على وشك أن يكون مسئولا عن
أسرة – أن يفعل مثل هذه المعاصي ، التي قد يعاقب عليها الإنسان بالمعيشة الضيقة
وبحرمان التوفيق فيما يريد أن يفعله .
وأما ما ذكرتيه من أنه بخيل فقد يكون هذا مجرد ظن منك ، بناء على موقف معين ، لا يصح أن يُحكم على الشخص بحكم عام من خلاله ، وأنت لم تعاشريه حتى يكون الحكم عليه دقيقاً ، فقد يتبين لك فيما بعد أنه ليس كذلك .
وأما كونه في طولك فهذا ليس
عيباً يجعلك تطلبين لأجله الطلاق فالأمر بإذن الله سهل ويسير ، وأظن أن ما تجدينه
في نفسك ما هو إلا وسواس من الشيطان وتأثر بالكلام الذي تسمعينه ممن هم حولك .
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (137780)
، ورقم : (131271) ، ورقم : (220252)
.
فاستعيذي بالله من الشيطان ، وأبعدي عنك تلك الوساوس ، وأكثري من الدعاء بأن يشرح الله صدرك ، ويحبب إليك زوجك ، ويسعدك في حياتك .
والله أعلم .