الحمد لله.
فكان الواجب على أبيك بعد أن
تبين له أن تلك الحقيبة ليست له ، أن يسأل عن صاحبها ، أو يردها إلى المكان الذي
حصل فيه الخلط بين الحقيبتين ؛ فالغالب في ذلك أن صاحبها سيرجع إلى ذلك المكان ؛
ليبحث عن حقيبته المفقودة ، لا سيما إذا كانت الحقيبة فيها أغراض ثمينة .
ومادام أن أباك لم يفعل
الواجب عليه ، وزاد على ذلك بأنه أخذ ما في الحقيبة وهو ليس من حقه، فإنه يلزمه
ضمان ما في الحقيبة .
فيؤخذ من التركة قبل قسمتها قيمة الأشياء التي كانت في الحقيبة ، ويُتصدق بها عن
صاحبها ، لأنه بعد هذه المدة الطويلة يتعذر الوصول إليه .
وقد سئل علماء اللجنة
الدائمة للإفتاء عن سؤال مشابه لسؤالك فأجابوا :
" قد أخطأ والدك في أخذه الحقيبة المذكورة وما فيها ...
والآن وقد حصل ما حصل ، ومضى وقت طويل لا يرجى بعده العثور على صاحب اللقطة ، فإنه
يتعين على والدك أن يتصدق بالمبلغ الذي أخذه من الحقيبة على المحتاجين ؛ على نية أن
الأجر لصاحبها " انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية " (11/245) .
وإذا لم يترك تركةً ، أو لم
تف تركته بقيمة ما كان في الحقيبة : فإنه يستحب لأولاده أن يتصدقوا عنه بقيمة ما في
الحقيبة ، إذا كانوا واجدين لذلك .
وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم : (223267)
.
والله أعلم .