الحمد لله.
قد ذكرت جملة من المحرمات التي تقترفينها، أعظمها ترك الصلاة، فإن ترك الصلاة بالكلية كفر، على الراجح من كلام الفقهاء. وانظري جواب السؤال رقم (5208).
والسرقة كبيرة من كبائر الذنوب، وكذلك ترك الصيام أو الفطر فيه عمدا بغير عذر.
فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، وأن تؤدي الصلوات في أوقاتها، وأن تصومي رمضان، وأن تدعي السرقة.
وهذا كله يسير إن شاء الله، متى صدقت في توبتك إلى رب العالمين ، وكنت جادة مع نفسك في الإقلاع عن تلك المنكرات .
ومما يعينك عليه:
1-أن تعلمي أن الله يحب التائبين، ويقبل النادمين، ويدعو عباده للتوبة كما قال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور/31، وأنه سبحانه من كرمه يبدل سيئات التائب إلى حسنات، كما قال: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الفرقان/68 - 70.
فلا تتردي في التوبة، ولا تفكري في عظم الذنب، فإن الله لا يتعاظمه ذنب، وهو سبحانه الغفور الرحيم التواب، يغفر الكفر والشرك وما دونه، ويغفر القليل والكثير، والعظيم والحقير.
2-أن تنظري إلى نعمة الله أن أبقاك حتى تتوبي، ولم يقض عليك بالموت، فبادري بالتوبة والأوبة.
3-أن تنظري إلى سوء المعصية وقبحها في ذاتها، وسوئها وقبحها من جهة أنها كفر لنعمة الله، ومقابلة لإحسانه بالمعصية، فكيف ترضى مؤمنة أن يراها الله على معصيته، بعيدة عن طاعته.
4-أن تبحثي عن الرفقة الصالحة، وأن تشغلي وقتك بالطاعة والعمل النافع، فلا أضر على الإنسان من الرفقة السيئة ومن البطالة والفراغ.
5-أن تكثري من دعاء الله وسؤاله أن يهديك، وأن يشرح صدرك، وأن يثبتك على الطاعة.
واعلمي أنه لا يلزمك قضاء ما فات من الصلاة والصيام، لكن ينبغي أن تكثري من النوافل.
وأما ما أخذت من مال، فيلزمك رده إن قدرت على ذلك، فتجتهدين في معرفة ما أخذت، وتردينه بأي وسيلة دون أن تخبري أحدا بذلك .
فإن عجزت عن شيء منه كان دينا في ذمتك، فإن توفاك الله قبل أدائه لصاحبه ، فيرجى بالتوبة النصوح أن يتجاوز الله عنك وأن يعوض أهل المال.
وما دامت هذه المشكلة متجذرة في نفسك منذ الصغر ، فإننا ننصحك بعرض نفسك على أخصائي نفسي ثقة ، لمعرفة مدى حاجتك إلى علاج معرفي أو سلوكي ، أو حتى علاج دوائي، إذا استلزم الأمر .
نسأل الله أن يغفر لك، ويتجاوز عنك، ويصلح حالك، ويعينك على طاعته.
والله أعلم.