الاثنين 22 جمادى الآخرة 1446 - 23 ديسمبر 2024
العربية

نشأت على السرقة ، وتركت الصلاة والصوم، وتريد التوبة .

السؤال

أنا أسرق منذ أصبحت قادرة على التذكر، أدركت أن ذلك خطأ ، تأتي بعض الأيام وأتوقف فيها عن السرقة ، وأطلب المغفرة ، لكن أعود للسرقة مرة أخرى ، حصلت لي عدة مشاكل بسبب ذلك مع أهل زوجي ، ومن ذلك الوقت قررت بأن لا أقوم بذلك مرة أخرى ، ثم امتنعت عن السرقة تقريباً لمدة سنة ، وبعد ذلك بدأت بالسرقة مجدداً، بدأت بسرقة الأشياء الصغيرة ، والتي تطورت لسرقة الأشياء الكبيرة ، أنا لا أعرف كيف يمكنني التوقف عن هذه العادة ، سمعت محاضرات مهذبة ، تقريباً جربت كل شيء ، أنا لا أذكر ممن سرقت القلم الرصاص ، أو المال، أو العصير، الشوكولاتة ، أنا أتذكر بأني سرقت من محفظة زوجي ، ومن محفظة صديقتي المقربة ، وأمي ، وأبي ، أنا حتى لا أصلي ، أو أصوم رمضان، ولا أدري كم مرة أفسدت صيامي ، لا أستطيع عد ذلك ، سؤال هل تحولت إلى كافرة ؟ وهل من الممكن أن يغفر لي؟ كيف أكون قريبةً من الله ؟

الجواب

الحمد لله.

قد ذكرت جملة من المحرمات التي تقترفينها، أعظمها ترك الصلاة، فإن ترك الصلاة بالكلية كفر، على الراجح من كلام الفقهاء. وانظري جواب السؤال رقم (5208).

والسرقة كبيرة من كبائر الذنوب، وكذلك ترك الصيام أو الفطر فيه عمدا بغير عذر.

فالواجب عليك أن تتوبي إلى الله تعالى، وأن تؤدي الصلوات في أوقاتها، وأن تصومي رمضان، وأن تدعي السرقة.

وهذا كله يسير إن شاء الله، متى صدقت في توبتك إلى رب العالمين ، وكنت جادة مع نفسك في الإقلاع عن تلك المنكرات .

ومما يعينك عليه:

1-أن تعلمي أن الله يحب التائبين، ويقبل النادمين، ويدعو عباده للتوبة كما قال: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور/31، وأنه سبحانه من كرمه يبدل سيئات التائب إلى حسنات، كما قال: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) الفرقان/68 - 70.

فلا تتردي في التوبة، ولا تفكري في عظم الذنب، فإن الله لا يتعاظمه ذنب، وهو سبحانه الغفور الرحيم التواب، يغفر الكفر والشرك وما دونه، ويغفر القليل والكثير، والعظيم والحقير.

2-أن تنظري إلى نعمة الله أن أبقاك حتى تتوبي، ولم يقض عليك بالموت، فبادري بالتوبة والأوبة.

3-أن تنظري إلى سوء المعصية وقبحها في ذاتها، وسوئها وقبحها من جهة أنها كفر لنعمة الله، ومقابلة لإحسانه بالمعصية، فكيف ترضى مؤمنة أن يراها الله على معصيته، بعيدة عن طاعته.

4-أن تبحثي عن الرفقة الصالحة، وأن تشغلي وقتك بالطاعة والعمل النافع، فلا أضر على الإنسان من الرفقة السيئة ومن البطالة والفراغ.

5-أن تكثري من دعاء الله وسؤاله أن يهديك، وأن يشرح صدرك، وأن يثبتك على الطاعة.

واعلمي أنه لا يلزمك قضاء ما فات من الصلاة والصيام، لكن ينبغي أن تكثري من النوافل.

وأما ما أخذت من مال، فيلزمك رده إن قدرت على ذلك، فتجتهدين في معرفة ما أخذت، وتردينه بأي وسيلة دون أن تخبري أحدا بذلك .

فإن عجزت عن شيء منه كان دينا في ذمتك، فإن توفاك الله قبل أدائه لصاحبه ، فيرجى بالتوبة النصوح أن يتجاوز الله عنك وأن يعوض أهل المال.

وما دامت هذه المشكلة متجذرة في نفسك منذ الصغر ، فإننا ننصحك بعرض نفسك على أخصائي نفسي ثقة ، لمعرفة مدى حاجتك إلى علاج معرفي أو سلوكي ، أو حتى علاج دوائي، إذا استلزم الأمر .

نسأل الله أن يغفر لك، ويتجاوز عنك، ويصلح حالك، ويعينك على طاعته.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب

موضوعات ذات صلة