الحمد لله.
وروى أبو داود (1134) ، والنسائي (1556) عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَقَالَ : (مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ ) قَالُوا : كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا : يَوْمَ الْأَضْحَى ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2021).
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: عن إقامة الحفلات عند ختم القرآن أو عند المناسبات السارة كالنجاح والقدوم من السفر هل يعتبر هذا من الإسراف ؟
فأجاب: "إقامة الحفلات عند قدوم الغائب أو عند النجاح أو ما أشبه ذلك : لا بأس ولا حرج فيه؛ لأن الناس يفعلون هذا لا بقصد العبادة ، ولم يطرأ على بالهم أنهم يفعلون هذا تقربا إلى الله، ولكنهم يفعلون ذلك فرحا وسرورا بما أنعم الله به عليهم من حصول مطلوبهم، ولا بأس بهذه الحفلات .
لكن الذي يخشى منه : أن يُسرف في هذه الحفلات إما بكثرة الطعام الذي يزيد على الحاجة كثيرا، وإما بكثرة المدعوين بحيث يدعى المئات من الناس من أجل هذا الاحتفال .
وإلا ؛ فالأصل أن الاحتفال بمناسبة الفرح ، لا تعبداً لله ، أو تقرباً إليه ، وإنما إظهارا للفرح والسرور : لا بأس به . والله أعلم " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
وسئل رحمه الله : عن حكم الاحتفال عند تخريج دفعة من حفظة كتاب الله؟ وهل ذلك من اتخاذ الأعياد؟.
فأجاب:
"لا بأس بذلك، ولا تدخل في اتخاذها عيداً؛ لأنها لا تتكرر بالنسبة لهؤلاء الذين احتُفل بهم ، ولأن لها مناسبة حاضرة " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ العثيمين" (16/ 119).
فلا حرج في الاحتفال بظهور أول سن للطفل ، أو مشيه ، أو بداية نطقه، بشرط ألا يتكرر أي لا يفعل بعد ذلك كل سنة.
والله أعلم.