الحمد لله.
الأصل جواز الاحتفال بأي مناسبة دنيوية سارة، كميلاد مولود، أو الحصول على شهادة، أو قدوم غائب، ونحو ذلك إذا لم يكن فيها تشبه بالكفار، ولم تتخذ عيدا يحتفل به كل سنة؛ وذلك لتحريم التشبه بالكفار، ومنع إحداث عيد في الإسلام، فلا عيد للمسلمين إلا الفطر والأضحى.
قال صلى الله عليه وسلم: مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ رواه أبو داود (4031)، وصححه الألباني في صحيح "سنن أبي داود".
وروى أبو داود (1134) ، والنسائي (1556) عَنْ أَنَسٍ قَالَ : قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ ، وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَقَالَ : (مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ ؟ ) قَالُوا : كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا : يَوْمَ الْأَضْحَى ، وَيَوْمَ الْفِطْرِ وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2021).
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: عن إقامة الحفلات عند ختم القرآن أو عند المناسبات السارة كالنجاح والقدوم من السفر هل يعتبر هذا من الإسراف ؟
فأجاب: "إقامة الحفلات عند قدوم الغائب أو عند النجاح أو ما أشبه ذلك : لا بأس ولا حرج فيه؛ لأن الناس يفعلون هذا لا بقصد العبادة ، ولم يطرأ على بالهم أنهم يفعلون هذا تقربا إلى الله، ولكنهم يفعلون ذلك فرحا وسرورا بما أنعم الله به عليهم من حصول مطلوبهم، ولا بأس بهذه الحفلات .
لكن الذي يخشى منه : أن يُسرف في هذه الحفلات إما بكثرة الطعام الذي يزيد على الحاجة كثيرا، وإما بكثرة المدعوين بحيث يدعى المئات من الناس من أجل هذا الاحتفال .
وإلا ؛ فالأصل أن الاحتفال بمناسبة الفرح ، لا تعبداً لله ، أو تقرباً إليه ، وإنما إظهارا للفرح والسرور : لا بأس به . والله أعلم " انتهى من "فتاوى نور على الدرب".
وسئل رحمه الله : عن حكم الاحتفال عند تخريج دفعة من حفظة كتاب الله؟ وهل ذلك من اتخاذ الأعياد؟.
فأجاب:
"لا بأس بذلك، ولا تدخل في اتخاذها عيداً؛ لأنها لا تتكرر بالنسبة لهؤلاء الذين احتُفل بهم ، ولأن لها مناسبة حاضرة " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ العثيمين" (16/ 119).
فلا حرج في الاحتفال بظهور أول سن للطفل ، أو مشيه ، أو بداية نطقه، بشرط ألا يتكرر أي لا يفعل بعد ذلك كل سنة.
والله أعلم.
تعليق