الحمد لله.
لا يجوز رسم صور ذوات الأرواح؛ لما ورد في ذلك من الوعيد الشديد، كما سبق بيانه في أجوبة الأسئلة ( 137174 ) ، و ( 110352 ) ، و ( 22660 ) ، و ( 8954 ) ، و (82731).
وقد أحسنت بالإقلاع عن ذلك والتوبة منه ، ونسأل الله أن يتقبل منك.
وينبغي أن تبيني لصديقتيك حرمة الرسم وتوبتك منه، ووجوب طمس الصورة؛ لما روى مسلم (969) عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ قَالَ: " قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنْ لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ ، وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ ". وفي رواية : ( وَلَا صُورَةً إِلَّا طَمَسْتَهَا ).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " قوله: (إلا طمستها). إن كانت ملونة [أي رسما على الورق أو القماش ونحو ذلك ] ، فطمسها بوضع لون آخر يزيل معالمها، وإن كانت تمثالا فإنه يقطع رأسه، كما في حديث جبريل السابق، وإن كانت محفورة ، فيحفر على وجهه حتى لا تتبين معالمه، فالطمس يختلف .
وظاهر الحديث سواء كانت تُعبد من دون الله أم لا" انتهى من "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (10/ 1036).
فإن استجابتا لذلك فالحمد لله، وإن لم تستجيبا، فلا شيء عليك؛ فإن الإنسان لا يتحمل وزر غيره، ومن تاب ونصح فقد أتى بما عليه.
قال صاحب مراقي السعود:
من تاب بعد أن تعاطى السببا ... فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده، كمن رجع ... عن بث بدعة عليها يُتّبع
قال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله: " يعني أن التائب من المعصية ، بعد أن تعاطى سببها : آت بالواجب عليه ، وإن بقي فساده ، كمن تاب من بدعة بعدما بثها في الناس، وقبل أخذهم بها أو بعده، وقبل رجوعهم عنها ...
فالتائب في هذه المسائل آت بالواجب عليه" انتهى من "نثر الورود شرح مراقي السعود" (1/ 179).
وقال السعدي رحمه الله في تفسير قوله تعالى: (لَّيْسَ عَلَى الضُّعَفَاء وَلاَ عَلَى الْمَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) التوبة/91:
" وإذا أحسن العبد فيما يقدر عليه ، سقط عنه ما لا يقدر عليه" انتهى.
والله أعلم.