الحمد لله.
ورد الشرع بأنه ينبغي للمسلم أن لا يعرض نفسه للبلاء .
ومن ذلك : مخالطة المريض مرضاً معديا ، لاسيما إذا كان هذا المرض خطيراً ومزمناً - كالهربس -.
وقد توجه الخطاب من الشرع لكل من المريض والصحيح .
أما المريض فقد روى مسلم (2221) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ )
(مُمْرِض) صَاحِب الإِبِل المريضة .
(مُصِحّ) صَاحِب الإِبِل الصحيحة .
فَمَعْنَى الْحَدِيث : لا يُورِد صَاحِب الإِبِل المريضة إِبِله عَلَى إِبِل صَاحِب الإِبِل الصحيحة ، لئلا ينتقل المرض بالعدوى .
وأما الصحيح فقد خاطبه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله : ( فِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنْ الأَسَدِ ) رواه أحمد (9429) وصححه الألباني في صحيح الجامع (7530) .
والجذام مرض معدٍ معروف – نسأل الله السلامة والعافية .
وروى مسلم (2231) عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ ) .
قال ابن القيم رحمه الله في "مفتاح دار السعادة" (2/272) :
" أرسل إلى ذلك المجذوم بالبيعة تشريعاً منه للفرار من أسباب الأذى والمكروه ، وأن لا يتعرض العبد لأسباب البلاء " اهـ .
وقال القيم في "زاد المعاد" (4/147) :
" فصل في هديه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في التحرز من الأدواء المعدية بطبعها ، وإرشاده الأصحاء إلى مجانبة أهلها" اهـ ثم ذكر الأحاديث المتقدمة .
وقد يكون إرادتك للزواج من هذا الشخص المريض بمرض الهربس تحت تأثير العاطفة ، وتظنين من نفسك الصبر والتحمل ، ثم إذا وقع البلاء ندمت وقت لا ينفع الندم ، والسلامة لا يعدلها شيء .
فالنصيحة لك عدم الزواج من هذا الشخص .
ونسأل الله تعالى أن يرزقك زوجاً صاحاًً ، يكون عوناً لك على أمور دينك .
والله تعالى أعلم .