الجمعة 21 جمادى الأولى 1446 - 22 نوفمبر 2024
العربية

تريد أن تتزوج من شخص مريض بمرض معدٍ

46517

تاريخ النشر : 18-05-2004

المشاهدات : 13971

السؤال

ماذا تفعل المسلمة إذا أرادت أن تتزوج شخصاً مصاباً بمرض "الهربس" مرض جنسي؟ بالنسبة لدينه وأخلاقه فلا بأس بها ولكنه أخطأ في السابق وهو في سن المراهقة ثم تاب منه ولم يفعلها مرة أخرى .
هل سيحميني الله من المرض إذا تزوجته لسبب ديني وأطعنا الله ؟.

الجواب

الحمد لله.

ورد الشرع بأنه ينبغي للمسلم أن لا يعرض نفسه للبلاء .

ومن ذلك : مخالطة المريض مرضاً معديا ، لاسيما إذا كان هذا المرض خطيراً ومزمناً - كالهربس -.

وقد توجه الخطاب من الشرع لكل من المريض والصحيح .

أما المريض فقد روى مسلم (2221) عن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ )

(مُمْرِض) صَاحِب الإِبِل المريضة .

(مُصِحّ) صَاحِب الإِبِل الصحيحة .

فَمَعْنَى الْحَدِيث : لا يُورِد صَاحِب الإِبِل المريضة إِبِله عَلَى إِبِل صَاحِب الإِبِل الصحيحة ، لئلا ينتقل المرض بالعدوى .

وأما الصحيح فقد خاطبه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله : ( فِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنْ الأَسَدِ ) رواه أحمد (9429) وصححه الألباني في صحيح الجامع (7530) .

والجذام مرض معدٍ معروف – نسأل الله السلامة والعافية .

وروى مسلم (2231) عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ فِي وَفْدِ ثَقِيفٍ رَجُلٌ مَجْذُومٌ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنَّا قَدْ بَايَعْنَاكَ فَارْجِعْ ) .

قال ابن القيم رحمه الله في "مفتاح دار السعادة" (2/272) :

" أرسل إلى ذلك المجذوم بالبيعة تشريعاً منه للفرار من أسباب الأذى والمكروه ، وأن لا يتعرض العبد لأسباب البلاء " اهـ .

وقال القيم في "زاد المعاد" (4/147) :

" فصل في هديه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في التحرز من الأدواء المعدية بطبعها ، وإرشاده الأصحاء إلى مجانبة أهلها" اهـ ثم ذكر الأحاديث المتقدمة .

وقد يكون إرادتك للزواج من هذا الشخص المريض بمرض الهربس تحت تأثير العاطفة ، وتظنين من نفسك الصبر والتحمل ، ثم إذا وقع البلاء ندمت وقت لا ينفع الندم ، والسلامة لا يعدلها شيء .

فالنصيحة لك عدم الزواج من هذا الشخص .

ونسأل الله تعالى أن يرزقك زوجاً صاحاًً ، يكون عوناً لك على أمور دينك .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب