الحمد لله.
"غض البصر نوعان : نوع يستطيعه الإنسان ولا يعذر بتركه ، وهو عدم اتباع نظره النساء وتعمد رؤيتهن ، وهذا شيء يستطيعه ، وهو واجب عليه ، أعني عدم اتباع نظره وتعمد رؤيتهن ، لأنه في مقدوره ، ولا فرق بين أن يكون في بلد يكثر فيه السفور أو يقل .
والنوع الثاني : لا يستطيعه الإنسان ، وهو النظر المباغت ، يرى المرأة فلا يتبع نظره إليها ولا يتعمد ، بل هو ماش في طريقه ، فهذا لا يضره ، ولا يأثم به ، لأنه في غير مقدوره ، وهذا والله أعلم هو السر في قوله تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) النور/30 ، حيث جاء بـ "من" الدالة على التبعيض ، إذ بعض الغض لا يجب ، وهو ما لا يدخل في مقدور الإنسان ، أو ما تدعو الضرورة إليه ، كنظر الطبيب ونحوه ، أو الحاجة كنظر الخاطب" انتهى .
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" فتاوى الصيام (145، 146) .
تعليق