الاثنين 24 جمادى الأولى 1446 - 25 نوفمبر 2024
العربية

شاب مسلم في بلد كافر يرفض الدراسة المختلطة ويرغب بالهجرة من تلك البلاد !

130803

تاريخ النشر : 04-06-2009

المشاهدات : 12790

السؤال

أرغمني والداي على الذهاب إلى مدرسة مختلطة ، ضقت بها ذرعاً ، فكنت أهرب ، وأذهب إلى المسجد لسماع بعض الدروس ، والمكوث فيه ، كردة فعل ، اتصلتْ المدرسة على البيت فلم يجدوني ، فاتصلوا بالشرطة ، ومن ثم انهالت عليَّ النصائح بضرورة الدراسة ، وأن ما فعلته خطأ ... الخ . أسئلتي هي : هل حقّاً أن ما فعلته خطأ ؟ فكل ما فعلته هو الذهاب إلى المسجد ، وكيف أقنع والداي أن الاختلاط حرام ، واللذان يتحججان بأنه ليس هناك خيار آخر إلا هذه المدرسة ؟ وهل يجوز لي أن أهاجر من هذه البلاد – كندا - إلى بلاد الإسلام دون علمهما ؟ .

الجواب

الحمد لله.

أولاً :

في البداية نسأل الله أن يثبتك على طاعته ، وكم فرحنا أن تكون هذه الرسالة من شاب عمره خمسة عشر عاماً ! عنده حب الاستقامة ، ويغار على دينه ، ويخاف على نفسه من الفتنة ، ومتعلق قلبه ببيت الله تعالى ، وكم يوجد في سنِّك ممن يلهو ويفرِّغ قوة شبابه في المحرمات ، ليس في بلاد الكفر ، بل حتى في بلاد المسلمين .

ثانياً :

اعلم – أخانا الشاب – أنه لا يجوز للمسلم أن يدرس في مدْرسة ، ولا جامعة مختلطة في بلاد المسلمين ، فكيف في بلاد الغرب ؛ وذلك لما يترتب على ذلك من مفاسد ، ومحاذير ، لا تخفى على أحد .

وقد بيَّنا في جواب السؤال رقم (1200) شيئاً من هذه المفاسد .

ثالثاً :

إذا وجد البديل للدراسة المختلطة فلا تجوز الدراسة في المدارس المختلطة ولا تجب طاعة الوالدين في الدراسة المختلطة ؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (لاَ طَاعَةَ في مَعْصِيَةٍ ، إِنَّمَا الطَّاعَةُ في الْمَعْرُوفِ) رواه البخاري (7257) ومسلم (1840) .

وإذا لم يوجد البديل المباح لهذه الدراسة المختلطة ، وأصرَّ والداك على تلك المدرسة ، فالنصيحة لك أن تصبر على ما تراه ، حتى يفرِّج الله كربك ، واجتهد بقدر الإمكان في البعد عن مواطن الاختلاط في المدرسة ، واحرص على صحبة صالحة تعينك على أمر دينك .

وانظر جواب السؤال رقم (72448) .

رابعاً :

أما الهجرة من بلاد الكفر فإنها تجب إذا كان المسلم لا يستطيع أن يظهر دينه ويقيم شعائره ، فإن استطاع ذلك لم تجب عليه الهجرة ، وانظر السؤال رقم (47672).

ونسأل الله أن يثبتنا وإياك على الحق ، وأن يوفقنا وإياك لما يحبه ويرضاه .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب