الحمد لله.
الحديث الذي ورد فيه ذكر سبحان الله العظيم وبحمده، عدد خلقه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته رواه مسلم (2727) وهو متضمن لذكر من الأذكار العظيمة التي علَّمها النبي صلى الله عليه وسلم أمته، وأرشدها إليه، وذلك لِما اشتمل عليه من جوامع الكلم في الثناء البالغ على الله، وإحسان الشكر والاعتراف إليه.
والذي يبدو من سياق الحديث أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم به كان بعد صلاة الصبح، ولذلك بوَّب عليه النووي بقوله: “باب التسبيح أول النهار” انتهى.
كما يبدو أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى به عقب صلاة الصبح، ولذلك بوب عليه البيهقي رحمه الله في “الدعوات الكبير” (1/72) بقوله: “باب القول والدعاء والتسبيح في دبر الصلاة المكتوبة بعد السلام” انتهى.
وظاهر صنيع بعض العلماء أنهم يختارون أن هذا الذكر مطلق، يشرع للمسلم أن يقوله في أي وقت، ولا يقيد بأول النهار، ولعل السبب الحامل لهم على ذلك: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد عنه ما يدل على تقييده بوقت معين، وكون الرسول صلى الله عليه وسلم قاله في أول النهار، لا يعني أنه لا يقال إلا في هذا الوقت.
ولذلك بوب عليه ابن خزيمة رحمه الله في ” صحيحه ” (1/370) بقوله: “باب فضل التحميد والتسبيح والتكبير بوصف بالعدد الكثير من خلق الله أو غير خلقه” انتهى.
وبوب عليه ابن حبان في صحيحه (3/114) بقوله: “ذكر التسبيح الذي يعطي الله جل وعلا المرء به زنة السماوات ثوابا” انتهى.
وبوب عليه البيهقي في ” شعب الإيمان ” (2/50) بقوله: “فصل في إدامة ذكر الله عز وجل” انتهى.
وذكره الشيخ ابن باز رحمه الله ضمن الأذكار التي يشرع للمسلم أن يقولها، ولم يقيده بوقت معين، فقال:
“وهكذا يستحب للمسلم أن يقول: سبحان الله العظيم وبحمده، عدد خلقه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات. فلها شأن عظيم” انتهى من “مجموع الفتاوى” (11/212).
ولمزيد الفائدة حول ذكر “سبحان الله وبحمده”، ينظر هذه الأجوبة: 179328، 104047،283872 .
والله أعلم.
تعليق