الخميس 6 جمادى الأولى 1446 - 7 نوفمبر 2024
العربية

كيف كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم ؟

225509

تاريخ النشر : 27-02-2015

المشاهدات : 88187

السؤال


لقد صح فيما أعلم أن خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مكتوب عليه (الله 'سطر' رسول 'سطر' محمد) وبهذا الشكل تقرأ "الله رسول محمد" وهذه اللفظة فيها شرك صريح ، ولا أزال متعجبا من ذلك الأمر وأبحث عن جواب له .

الجواب

الحمد لله.


روى البخاري (3106) عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال : " كان نقش خَاتَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةَ أَسْطُرٍ : مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ سَطْرٌ " .

وظاهر الحديث أن الكتابة كانت من أعلى إلى أسفل : مكتوب في السطر الأعلى : (محمد) ، وفي الأوسط : (رسول) ، وفي السطر الثالث : (الله) ، وليس العكس ، كما يظن بعض الناس .
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
" وَأَمَّا قَوْلُ بَعْضِ الشُّيُوخِ: إِنَّ كِتَابَتَهُ كَانَتْ مِنْ أَسْفَلَ إِلَى فَوْقَ، يَعْنِي أَنَّ الْجَلَالَةَ فِي أَعْلَى الْأَسْطُرِ الثَّلَاثَةِ، وَمُحَمَّدٌ فِي أَسْفَلِهَا: فَلَمْ أَرَ التَّصْرِيحَ بِذَلِكَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ، بَلْ رِوَايَةُ الْإِسْمَاعِيلِيِّ يُخَالِفُ ظَاهِرُهَا ذَلِكَ، فَإِنَّهُ قَالَ فِيهَا: ( مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَالسَّطْرُ الثَّانِي: رَسُولٌ، والسطر الثَّالِث: الله ) " انتهى من "فتح الباري" (10/ 329) .

وغاية ما هنالك أن تكون الكتابة منقوشة في الخاتم ، بصورة مقلوبة ، حتى إذا ختم به ، ظهرت الكتابة منطبعة على الاستقامة ، كما هو الشأن في عامة الأختام .
" ولَمْ تَكُنْ كِتَابَتُهُ عَلَى السِّيَاقِ الْعَادِيِّ؛ فَإِنَّ ضَرُورَةَ الِاحْتِيَاجِ إِلَى أَنْ يَخْتِمَ بِهِ يَقْتَضِي أَنْ تَكُونَ الْأَحْرُفُ الْمَنْقُوشَةُ مَقْلُوبَةً؛ لِيَخْرُجَ الْخَتْمُ مُسْتَوِيًا " انتهى من "فتح الباري" (10/ 329) .
وقال ابن كثير رحمه الله :
" كانت كِتَابَتُهُ مَقْلُوبَةٌ لِيَطْبَعَ عَلَى الِاسْتِقَامَةِ ، كَمَا جَرَتِ الْعَادَةُ بِهَذَا، وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ كِتَابَتَهُ كَانَتْ مُسْتَقِيمَةً. وَتُطْبَعُ كَذَلِكَ ، وَفِي صِحَّةِ هَذَا نَظَرٌ، وَلَسْتُ أَعْرِفُ لِذَلِكَ إِسْنَادًا لَا صَحِيحًا وَلَا ضَعِيفًا " انتهى من "البداية والنهاية" (8/ 365) .
وهذا كله : لا إشكال فيه ، ولا محظور بوجه من الوجوه .

وإذا افترضنا جدلا أن الرواية قد صحت بذلك ، وأن كتابته كانت : الله ـ محمد ـ رسول ؛ فليس المراد بذلك ما ذكره السائل في سؤاله ، بل هو أقرب إلى التكلف ، أو اتباع الوساوس ، وإنما المقصود بذلك ، لو فرض صحته : محمد رسول الله ، وإنما كتب على هذه الصفة تأدبا ، ليكتب اسم الله قبل كل شيء.
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (68805) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب