الحمد لله.
النصيحة للوالدين والإخوة ألا يمنعوا ابنهم من الزواج ممن يحب إذا كانت على دين وخلق .
وعليهم أن يحرصوا على سعادته وراحته ، وزواجه بمن لا يحب يجعله بين نارين : فإما أن يطلقها ، وإما أن يعيش معها وهو كاره لها وقلبه متعلق بغيرها . وفي ذلك ضرر عليه وعليها ، وتعريض الأسرة للانهيار .
وليس من حق الوالدين أن يلزما ولدهما بالزواج ممن لا يحب ، ولا يحل لهم أن يقاطعوه إن خالفهم في ذلك.
فإن هجر المؤمن لأخيه المؤمن حرام ما لم يكن هناك سبب شرعي .
قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ . رواه البخاري (6065) . ويعظم الإثم في الهجر بغير حق إذا هجر الرجل ابنه أو أمه أو أخاه أو قريبه لأنه يكون قد جمع بين معصيتين وهما : هجر المسلم ، وقطيعة الرحم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
وليس للأبوين إلزام الولد بنكاح من لا يريد ، فإن امتنع لا يكون عاقاً كأكل ما لا يريد اهـ الاختيارت (ص 344) .
وعلى هذا فلست بآثم على ما فعلت ، ولكن عليك أن تستمر في بر والدتك وصلة إخوانك بما تستطيع ، وحاول أن تصلح ما بينك وبينهم ، ولتذهب إلى أمك ولتقبل رأسها ويديها فإنها لا تريد -إن شاء الله تعالى- إلا سعادتك ، فأخبرها بأنك سعيد في حياتك ، واطلب منها الرضى .
وكذلك فافعل مع إخوانك .
فإن استمروا على مقاطعتهم لك ، فاستعن بالله واستمر أنت على برهم وصلتهم وتذكر قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا . رواه البخاري (5991)
نسأل الله تعالى أن يصلح أحوالكم وجميع المسلمين .
والله تعالى أعلم .
تعليق