الحمد لله.
لم يرد شيء خاص في السنة، ينص على أمر المؤذن بترك زمنٍ بين جمل الآذان لتمكين المستمع من الترديد وراءه.
لكن ذلك مفهوم – في الجلمة - من هيئة الأذان المستحبة؛ وذلك أن من سنن الآذان المتفق عليها: أن يترسَّل المؤذن في الأذان، وهذا الترسُّلُ مما يتميّز به الأذان عن الإقامة.
جاء في "الموسوعة الفقهية الكويتية" (6/8):
" وقد اتفق الفقهاء: على الحَدْر في الإقامة، والترسل في الأذان " انتهى.
والترسل هو التمهل والترتيل، وعدم السرعة، والوقف على رؤوس الجمل، لأخذ النفس.
قال ابن قدامة رحمه الله تعالى:
" الترسل: التمهل والتأني. من قولهم: جاء فلان على رِسْلِه. والحَدْر: ضد ذلك، وهو الإسراع، وقطع التطويل.
وهذا من آداب الأذان، ومستحباته " انتهى من "المغني" (2/60).
وقال ابن الرِّفْعة رحمه الله تعالى:
" وترسلُ الأذان: الإتيان به مبيَّنا، حرفا حرفا، على رسل؛ وهو إرسال النفَس عند الإتيان بكل كلمة منه " انتهى. "كفاية النبيه في شرح التنبيه" (2/414).
ولا شك أن الوقوف لأخذ النفس يحصل معه تمكين المستمع من الترديد.
جاء في "الموسوعة الفقهية الكويتية" (2/366):
" الترسل أو الترتيل:
الترسل هو التمهل والتأني، ويكون بسكتة - تسع الإجابة - بين كل جملتين من جمل الأذان " انتهى.
وإذا كان المستمع مندوبا إلى أن يردد خلف المؤذن؛ فمن ضرورة ذلك أن يكون ترسل المؤذن بحيث يمكن المتابع أن يردد خلفه، في كل جملة يقولها.
وينظر للفائدة: جواب السؤال رقم: (111791).
والله أعلم.
تعليق