الجمعة 7 جمادى الأولى 1446 - 8 نوفمبر 2024
العربية

هل يجوز تركيب صوت إنسان بالذكاء الصناعي في قراءة القرآن، وهل يثاب؟

512399

تاريخ النشر : 26-06-2024

المشاهدات : 2419

السؤال

هل إذا أخذت صوت شخص وحطيته بذكاء اصطناعي، و جعلته يقرأ قرآنا، فهل هذا حرام أم حلال؟ وهل ياخذ أجرا؟

الجواب

الحمد لله.

أولا:

لا يجوز تركيب الأصوات أو تلفيقها، أو التعديل عليها، إلا بإذن أصحابها؛ سدا لباب الفتن، والتلاعب، والإساءة للآخرين.

فقد يأتي من يأخذ صوت إنسان فيركب عليه كلاما منكرا، أو إقرارا، أو وصية، أو نحو ذلك، فيقع بذلك استحلال أموال وأعراض، ويُحدث في الناس بلبلة واضطرابا، فلا يجوز فعل ذلك إلا بإذن أصحابه، في مباح لا ضرر فيه على أحد.

فتحصّل من ذلك، أن تركيب كلام على صوت إنما يجوز بشروط :

1-أن يكون بإذن صاحبه.

2-أن يكون في مباح.

3-انتفاء الضرر.

 فإذا أذن صاحب الصوت، في استعمال صوته في قراءة القرآن، فلا حرج في ذلك.

ثانيا:

من استعمل صوته في قراءة القرآن، مع أنه لم يقرأ في الحقيقة، فإنه لا يثاب ثواب قراءة القرآن، لكن إذا انتفع بهذه القراءة أحد، فإنه يثاب على نفع الناس، ودعوتهم للخير؛ لأن الصوت هنا آلة استعملت في الخير، وقد أذن صاحبه بذلك، فهو مشارك في الأجر.

ومن أذن في استعمال صوته في محرم كالغناء، ونشره بين الناس، كان شريكا في الإثم.

قال تعالى: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ المائدة/2.

وروى مسلم (2674) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا .

قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم" (16/226): " قوله صلى الله عليه وسلم: (من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة) الحديث، وفي الحديث الآخر: (من دعا إلى هدى ومن دعا إلى ضلالة):

هذان الحديثان صريحان في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة، وتحريم سن الأمور السيئة، وأن من سن سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقا إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك. وقوله صلى الله عليه وسلم: (فعمل بها بعده) معناه إن سنها سواء كان العمل في حياته أو بعد موته. والله أعلم" انتهى.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: موقع الإسلام سؤال وجواب