الخميس 27 جمادى الأولى 1446 - 28 نوفمبر 2024
العربية

حكم العمل في شركة تبث قنوات فضائية

تاريخ النشر : 10-07-2004

المشاهدات : 20712

السؤال

أبعث إليكم هذه الرسالة بعد أن ضاق صدري من هذه الأزمة ، وهى : مكان العمل الذي أعمل فيه ، وهى : قناة فضائية من قنواتها قناة : اقرأ الدينية التي تعرض برامج دينية ، ولكن توجد قنوات مثل الموسيقى والأفلام العربية ، ماذا أفعل وأنا شاب بفضل الله سبحانه وتعالى ملتزم وملتحي أنفّذ سنة النّبي صلى الله علية وسلم ، وطبيعة عملي هو سنترال الشركة ، أقوم بالرد على التليفونات ثم أحولها إلى الموظف ، والعكس ، ومع ذلك أقوم بالبحث عن عمل آخر ، ولكني لم أجد ، وفي قلبي قلق من هذه الوظيفة وكلما أسمع حديث النبي صلى الله علية وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع من ضمنها : المال . أقلق من شأن ذلك فأرجو منكم النّصيحة.

الجواب

الحمد لله.

نسأل الله تعالى أن يوفقك لما فيه خير دينك ودنياه ، ونسأل تعالى أن يرزقك رزقاً طيباً وأن يبارك لك فيه .

وعملك في هذه الشركة لا يجوز ، وهو كسب محرَّم ، فهي تدير قنوات الفجور والانحراف والضلال .

وقد نهى الله تعالى عن مباشرة الإثم ومخالطة الحرام ، ونهي أيضاً عن الإعانة عليه .

قال الله تعالى : ) قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33 ، وقال : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) المائدة/2 .

والمتأمل في أحوال هذه القنوات الهابطة ليعجب من جرأة هؤلاء على نشر الفاحشة ومحاربة الشرع والأخلاق الفاضلة ، وكل انحراف تسببه هذه القنوات أو فتنة لدين أحد أو تضليل : فإن للقائمين عليها والعاملين بها نصيب من إثم ذلك

قال الله تعالى : ( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ ) النحل/25 .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ... ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً " . رواه مسلم ( 2674 ) .

فالنصيحة لك هو ترك هذا العمل ، والبحث عن عمل آخر حلال طيب ، ولتصبر على ما ستلاقيه من تعب ونصَب ؛ فسلعة الله غالية ، وليس المهم هو العمل بل المهم هو أن يكون حلالاً ، واحذر أن ينبت جسدك من السحت ، واعلم أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها ، واقرأ هذا الحديث جيداً وتفكر فيه :

قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنه ليس شيء يقربكم إلى الجنة إلا قد أمرتكم به وليس شيء يقربكم إلى النار إلا قد نهيتكم عنه ، إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لا تموت حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله ؛ فإن الله لا يدرك ما عنده إلا بطاعته " – انظر " السلسلة الصحيحة " ( 2866 ) - .

واعلم أن الله تعالى قد أمر بالأكل من الطيبات ، وأخبر أن المال الحرام مما يمنع من استجابة الدعاء :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : ( يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ) ، وقال : ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذِّي بالحرام فأنَّى يستجاب لذلك " . رواه مسلم ( 1015 ) .

فاستعن بالله تعالى ، واحتسب الأجر من الله ، ونسأل الله لك التوفيق .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب