الثلاثاء 9 رمضان 1445 - 19 مارس 2024
العربية

تغار من اهتمام زوجها بأخته أكثر منها

20927

تاريخ النشر : 14-03-2003

المشاهدات : 61287

السؤال

لم أتشاجر مع زوجي من قبل وأنا أحبه ولي منه طفلة عمرها 5 أشهر وأحتاج نصيحة .
زوجي له أخت متزوجة ولها 3 أطفال ويسكنون قريباً منَّا ، عندما نخرج جميعاً للتسوق يمشي زوجي مع أخته دون أن يهتموا بنا أنا وزوج أخته ، تتصل بزوجي كل يوم في العمل وتسأله عن رأيه في كل شيء ، أشعر أحياناً بالحزن لهذا وأتشاجر مع زوجي ، أعلم بأن هذا أمر غير محمود من امرأة مسلمة لذلك فأنا أطلب منه أن يسامحني .
تخبره أحياناً بأمور خاصة مثل الدورة الشهرية لابنتها ، تتذمر من زوجها في أغلب الأمور ، هل هذا صحيح ؟
هل على الرجل المسلم مسئولية تجاه أخته المتزوجة أكبر من مسؤليته تجاه زوجته ؟.

الجواب

الحمد لله.

أولاً :

العلاقات الأسرية التي تكون بين الزوج وأهله لا ينبغي أن تكون سبباً في هدم علاقته ببيته وأولاده ، والزوجة العاقلة هي التي تحرص على تنمية علاقات زوجها بأهله وتقويتها ، وتحرص على إدامة الألفة والمحبة بينهم ، ولا تقف حجر عثرة في طريق البناء والسعادة لأسرة زوجها .

والزوجة العاقلة حكيمة في تصرفاتها إذا رأت تقصيراً من زوجها في حق بيته وأولاده وزوجته ، وحكيمة إذا رأت غلوّاً أو مبالغة في اهتمام زوجها بأهله على حساب أسرته ، فتشعره بخطئه بالتلميح دون التصريح ، وتنصحه دون أن تجرحه ، وتدله على الصواب دون أن يشعر أنه مخطئ ، وتظهر له محبتها لأهله واهتمامها بشؤونهم .

ولا ينبغي أن تظن المرأة أن اهتمام زوجها بأهله سوف يجعله مقصراً في حقها وحق أولاده ، فهناك فرق بين أن يكون الزوج مقصِّراً في حق زوجته وأولاده وبين أن يكون محبّاً لأهله ، فالذي يدفع الرجل للاهتمام بأهله هو حبه لهم لا تفريطه في أولاده وأسرته .

ثانياً :

إن لك على زوجك حقوقاً وعليكِ واجبات ، وعلى كل واحد منكما أن يؤدي ما أمره الشارع به ، ومحبة الرجل لأهله لا يمكن للشرع أن يلغيها بسبب زواجه ، ولا يمكننا أن نطالبه بكبت مشاعره لأجل زوجته وأولاده ، فهم أهله قبل أن يتزوج وسيبقون كذلك بعد الزواج .

فعليك أن تجاهدي نفسكِ وتنصحي زوجكِ في حال تقصيره في حقك وحق أولاده ، وليس لكِ أن تنكري عليه حبَّه لأخته أو أهله ، والذي نخاف منه دائما في مثل هذه الحوادث أن يقول الزوج إنني أستطيع أن أجد ألف زوجة لكنني لا أستطيع أن أجد أخاً واحداً أو أختاً واحدة ، فإياكِ أن توصلي الأمر إلى هذا الحد .

وإننا ننصح الزوج في الوقت نفسه أن يراعي مشاعر زوجته ، وأن يزيد من اهتمامه بزوجته وأولاده ، وننصح الأخت كذلك أن تنصح أخاها بهذا .

والشرع الحكيم يأمر بما فيه مصلحة الجميع ، ويساهم في بناء الأسَر لا في هدمها ، وعلى كل واحد منا أن يؤدي واجبه الذي أوجبه الله تعالى عليه دون إفراط ولا تفريط .

والله الهادي .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر: الإسلام سؤال وجواب